بقلم حسن النجارمقالات ورأى

بقلم حسن النجار: نتنياهو بين وهم الزعامة وحقيقة الانهيار السياسي 

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم والباحث في الشؤون الياسية الدولية

بقلم | حسن النجار  

نعم .. فاض كيل المجتمع الإسرائيلي من مماطلة حكومة المتطرفين بقيادة بنيامين نتنياهو في إبرام صفقة إنهاء الحرب وعودة الرهائن إلى ذويهم، فقد بات المجتمع الإسرائيلي يدرك أن الحرب المستمرة على قطاع غزة لا تخدم هدف عودة الرهائن بل تعرض حياتهم للخطر وربما تؤدي إلى قتلهم.  

وازداد هذا الإدراك وضوحاً مع عدم استجابة الحكومة الإسرائيلية للمبادرة المصرية الأخيرة التي تهدف إلى إعادة الرهائن وإنهاء الحرب المستمرة منذ سبعمائة يوم. 

لم يعد يخفى على المتابع للشأن الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو يوظف استمرار الحرب سياسياً للحفاظ على ائتلافه الحكومي وتهيئة الظروف لتحسين موقفه في استطلاعات الرأي، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية وبروز شخصيات سياسية يعتبرها الجمهور وسطية وتحظى بمصداقية عالية في أوساطه.  

هذا التغير في مزاج الناخب الإسرائيلي من شأنه تقويض فرص نتنياهو في تشكيل حكومة مستقبلية على النحو الذي مكنه من البقاء سياسياً حتى اليوم. 

وضعت المبادرة المصرية الحكومة الإسرائيلية أمام مسئولياتها على المستويين الداخلي والدولي، حيث يؤيد ما يقارب من 70٪ من الجمهور الإسرائيلي بنود المبادرة المصرية الداعية إلى عودة الرهائن وإنهاء الحرب.

ومع عدم استجابة الحكومة الإسرائيلية للمبادرة وسعيها للمضي قدماً في الحرب على الرغم من معارضة المستويين العسكري والشعبي لها،  

تراجع حزب الليكود إلى 22 مقعداً، كما لن يحصد ائتلاف المتطرفين الحالي سوى 52 مقعداً في الانتخابات المقبلة. وتشير هذه النتائج إلى أن بإمكان بنيامين نتنياهو المضي قدماً في الحرب، لكن على حساب مستقبله السياسي. 

يحاول بنيامين نتنياهو أن يكرس نفسه لدى الجمهور الإسرائيلي كزعيم يقود إسرائيل تحت النار وقائد تاريخي لا يقل في المكانة عن الزعيم الفرنسي شارل ديغول، أو رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل.  

لكن لم يمثل أي من الزعيمين أمام المحاكم بتهم تتعلق بإساءة استخدام المال العام والفساد والرشوة، ولم يأخذ أي من الزعيمين ملابسه الشخصية في سفراته الرسمية خارج البلاد لغسلها على نفقة الدولة، ولم تتهم أي من زوجاتهم بإساءة استخدام الأموال العامة كما اتهمت سارة نتنياهو. 

غير أن الواقع يكذب هذه الضلالات، فالتاريخ سيشير إلى نتنياهو باعتباره أكثر رئيس وزراء إسرائيلي مثل أمام محاكم الفساد، وباعتباره أكثر رئيس وزراء ارتكب جرائم حرب، وأكثر من قتل وشرّد من الفلسطينيين، واستخدم التجويع كسلاح ضد المدنيين.  

سيشير التاريخ إلى بنيامين نتنياهو بذات الأصابع التي تشير إلى بينوشيه، وسلوبودان ميلوسوفيتش، ورادوفان كاراديتش.

وسيذكر التاريخ نتنياهو كأحد القادة الذين حاولوا تقويض السلم الإقليمي، وإزاحة مسئولية الاحتلال الإسرائيلي وتكلفته على دول الجوار. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى