كتب| محمود سعد
أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الأنباء المتداولة حول احتمال تولي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إدارة “مجلس مدني” لحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية ليست سوى “بالون اختبار”،
مشدداً على أن الفلسطينيين “لا يقبلون أن يحكمهم غير فلسطيني”. وأضاف: “لا نعلم من أين جاءت فكرة طرح اسم بلير، ولا نعلم حقيقتها، وما إذا كانت مجرد تخمينات”.
وفي مقابلة مع وسائل الاعلام ، أوضح الهباش أن الإدارة الفلسطينية شأن فلسطيني بحت، قائلاً: “لا يمكن أن نقبل أن يحكمنا أحد غير فلسطيني ولو بعد ملايين السنين”. وشدد على أن السلطة الفلسطينية مستعدة للتعامل بإيجابية مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول غزة.
وأشار الهباش إلى “وجود 4 أولويات وطنية سبق أن أعلنها الرئيس محمود عباس في خطابه أمام مؤتمر حل الدولتين في نيويورك”، موضحاً أن هذه الأولويات تتمثل أولاً في وقف العدوان بشكل كامل ودائم،
وثانياً منع تهجير الفلسطينيين من القطاع، وثالثاً إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ورابعاً فتح الأفق السياسي والشرعية الدولية بما يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما أكد أن أي خطة تقود إلى تحقيق هذه الأولويات ستحظى بتأييد السلطة الفلسطينية بغض النظر عن بعض الاختلافات في التفاصيل أو الجداول الزمنية، مشيراً إلى أن الهدف النهائي يتمثل في وحدة قطاع غزة والضفة الغربية والقدس تحت مظلة دولة فلسطين المعترف بها دولياً.
وفي السياق ذاته، شدد الهباش على أن “قرار وقف الحرب بيد ترامب، الذي إذا قرر ذلك فإن نتنياهو سيقول سمعاً وطاعة وينفذ فوراً”.
وعن الاعترافات الغربية بدولة فلسطين، أوضح أن لها دلالات سياسية وقانونية وليست رمزية كما يصفها البعض، مؤكداً أنها ستغير مواقف هذه الدول وطريقة تعاملها السياسي مع القضية الفلسطينية،
فضلاً عن تعزيز حضور وتمثيل فلسطين في المنظومة الدولية. وأشاد بالدور السعودي، قائلاً: “إن الشعب الفلسطيني وقيادته يقدران الدور السعودي الريادي الداعم لفلسطين”.
وكانت مصادر مطلعة قد أكدت سابقاً أن بلير يسعى لتولي دور بارز في إدارة شؤون القطاع بموجب خطة سلام تعمل إدارة ترامب على تطويرها، مشيرة إلى أن اسمه طُرح لرئاسة مجلس إشرافي يحمل اسم “السلطة الانتقالية الدولية لغزة”،
وفق ما نقلت صحيفة “فاينانشال تايمز”. وأوضحت أن بلير، الذي شغل منصب مبعوث الشرق الأوسط بعد مغادرته رئاسة الوزراء البريطانية، يعمل منذ عدة أشهر بشكل فردي على الترويج لفكرة “وصاية دولية” لإدارة غزة بعد الحرب.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد أعرب، أمس الجمعة، عن تفاؤله بالتوصل إلى حل بشأن غزة ووقف الحرب، مؤكداً أنه تواصل خلال الأيام الماضية مع العديد من الدول العربية حول هذه المسألة،
فيما من المقرر أن يلتقي يوم الاثنين المقبل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث هذا الملف.
