احزاب ونوابالشرقية

اشتعال المنافسة المبكرة بدائرة فاقوس.. صراع الرموز والعائلات والأحزاب 

الشرقية – كتب | احمد ابراهيم  

شهد اليوم الأول لتقديم أوراق الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 أجواءً سياسية ساخنة في الدائرة السابعة (فاقوس – كفر صقر – أولاد صقر)، التي بدت وكأنها لوحة انتخابية متكاملة، امتزج فيها الحضور الحزبي المنظم بزخم المستقلين، في مشهد يعكس حجم الترقب الشعبي لموسم انتخابي مختلف في الشرقية. 

افتتح حزب مستقبل وطن المشهد بتقديم النائب الشاب إمام منصور، النائب الحالي عن الدائرة وابن قرية أشكر، مترشحًا برمز القلم رقم (1)، ليجدد الحزب ثقته فيه لما يتمتع به من قاعدة جماهيرية عريضة في خط السماعنة، أحد أبرز الخطوط ذات الثقل القبلي والسياسي في فاقوس، حيث يمتزج الولاء العائلي بالدعم الحزبي المنظم. 

كما تقدّم من الحزب ذاته الحاج خالد هليل، أمين عام الحزب بفاقوس، حاملاً رمز الكتاب رقم (2)، وهو من أبناء إكياد القبلية التي تضم أكبر كتلة تصويتية بالدائرة. يُعرف هليل بانضباطه التنظيمي وقدرته على إدارة الحملات الانتخابية الميدانية، ما يجعله أحد أبرز الأوراق الحزبية في المنافسة. 

من جانبه، دخل الدكتور هيثم أبو سمرة، أمين عام حزب حماة الوطن بفاقوس، السباق الانتخابي ممثلًا لحزبه، برمز التاج رقم (3). وهو رجل أعمال حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية، يجمع بين الفكر الأكاديمي والخبرة التنفيذية، ويُنظر إليه كأحد الوجوه الصاعدة التي تمزج بين السياسة والاقتصاد في طرحها الانتخابي. 

في المقابل، قدّم المستقلون مشهدًا متنوعًا ومثيرًا للاهتمام، حيث برزت أسماء ووجوه تتمتع بامتداد شعبي حقيقي في القرى والمراكز. 

فقد تقدّم المحاسب إبراهيم وحيد، ابن قرية الصوالح، برمز الأسد رقم (4)، ليحمل لقب “أسد المستقلين”. رجل الأعمال المعروف بمواقفه الداعمة للدولة والرئيس عبدالفتاح السيسي، يعتمد على خطاب واضح يقوم على الاستقرار والتنمية، ويستند إلى قاعدة عائلية واسعة. 

وجاء بعده المهندس محمد رباح، ابن العريفات بالحجاجية المستجدة – خط السعدية، مترشحًا كمستقل برمز الصقر رقم (5). رغم كونه قياديًا بحزب مستقبل وطن (أمين العضوية بأمانة الشرقية)، إلا أنه اختار خوض التجربة منفردًا، في خطوة تعكس ثقته في شعبيته وخبرته التنظيمية. 

أما المحاسب أحمد جمعة شكر، ابن قرية الديدامون، فدخل السباق برمز السهم رقم (6)، بعد أن صنع لنفسه حضورًا قويًا خلال السنوات الأخيرة عبر سياسة “طرق الأبواب” وتشكيل فرق عمل شبابية نشطة، جعلت اسمه حاضرًا في أغلب قرى الدائرة. 

وتقدّم كذلك الدكتور نبيل العطار، ابن الحجاجية القديمة – خط الصوالح، برمز التمساح رقم (7). وهو طبيب أسنان وأمين صندوق نقابات المهن الطبية سابقًا، خاض أكثر من معركة انتخابية سابقة، أبرزها في 2020 حين خسر بفارق ضئيل. هذه المرة يعود بخبرة أكبر وشعبية متجددة. 

كما ظهر اسم المحاسب وليد جابر، ابن الديدامون، برمز الكف رقم (8)، ويُعد من أبرز رجال الأعمال الشباب الذين يتمتعون بكاريزما قوية وحضور اجتماعي واسع، مدعومًا بشقيقته الحاجة دعاء جابر، وكيل إدارة فاقوس التعليمية السابقة، والتي تشارك بفعالية في إدارة حملته الميدانية. 

وفي ختام اليوم الأول، عادت النائبة السابقة نوسيلة أبو العمرو إلى الواجهة السياسية من جديد، ممثلة عن قرية منية المكرم، برمز الفراشة رقم (9)، لتعيد إلى الأذهان تجربتها البرلمانية السابقة عام 2015، التي عُرفت خلالها بقربها من الناس وجرأتها في طرح قضاياهم، ما جعلها تحظى باحترام واسع داخل وخارج الدائرة. 

ويرى المراقبون أن المنافسة في دائرة فاقوس – كفر صقر – أولاد صقر هذا العام ستكون الأكثر سخونة وثِقَلًا، لما تضمه من أسماء قوية تمثل توازنًا بين العائلات الكبرى، والأحزاب المنظمة، والمستقلين ذوي الحضور الشعبي. 

فكل مرشح دخل السباق وهو يحمل رمزًا له دلالة، وخلفه فريق عمل يعرف جيدًا أن الطريق إلى البرلمان يبدأ من الشارع لا من المكاتب المغلقة. 

الأيام المقبلة وحدها ستكشف من يملك الرؤية الأعمق والخطاب الأكثر تأثيرًا، لكن الثابت أن الدائرة السابعة قد دخلت رسميًا مرحلة المنافسة الكبرى، وأن عنوان المعركة الانتخابية سيكون: 

“مواجهة بين التنظيم والعطاء.. بين الرمز والحضور.. وبين الولاء الشعبي والاختيار الواعي.” 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى