بقلم حسن النجار

بقلم حسن النجار الرئيس السيسي.. حكيم الشرق الأوسط وصانع توازن المنطقة 

المفكر السياسي حسن النجار المتحصص في الشؤون السياسية الدولية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية الدولية  

بقلم | حسن النجار  

في زمنٍ تتسارع فيه الصراعات وتشتعل فيه بؤر التوتر، برز الرئيس عبد الفتاح السيسي كأحد أكثر قادة العالم اتزاناً وحكمةً في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط. لم يكن يوماً من دعاة المغامرة أو الباحثين عن مجدٍ زائل عبر بوابة الحرب، بل آمن بأن طريق السلام هو الأقصر نحو الأمن، وأن الاستقرار لا يتحقق إلا بالحكمة وضبط النفس. 

منذ توليه قيادة الدولة المصرية، حمل السيسي على عاتقه مهمة إعادة بناء الدور التاريخي لمصر كقلبٍ نابضٍ للعالم العربي، ومحور توازنٍ في منطقة تمزقها النزاعات.

كان أمامه طرقٌ عدة، بعضها أسهل وأكثر شعبية، لكنه اختار الطريق الأصعب والأكثر وعياً: طريق البناء لا الهدم، والإصلاح لا الانقسام، والحوار لا المواجهة. 

وحين اشتعلت الأوضاع في ليبيا، وراهن البعض على تفكيكها، كانت كل المبررات متاحة أمام القاهرة للتحرك عسكرياً دفاعاً عن أمنها القومي، والعالم كان سيتفهم ذلك. وعندما تفجرت الأزمة في السودان، كان بوسع مصر أن تتدخل بالقوة لحماية حدودها الجنوبية،

لكن الرئيس السيسي، بعقلية رجل الدولة الذي يدرك أبعاد كل خطوة، اختار أن يمد يده بدلاً من أن يشهر سلاحه، فكان جسر عبورٍ نحو السلام لا طرفاً في صراع جديد. 

لم يكن هذا القرار سهلاً، فالتاريخ يخبرنا أن الحروب كثيراً ما تُغري أصحاب الجيوش القوية. غير أن السيسي أدرك أن الزعامة الحقيقية لا تُقاس بعدد المعارك التي تُخاض، بل بعدد المعارك التي تُتجنّب. فالقائد الذي يمتلك القوة ويختار عدم استخدامها،

يجسد أسمى معاني الحكمة والسيطرة. وهكذا تحولت مصر في السنوات الأخيرة إلى صمام أمانٍ للمنطقة، تفتح أبوابها للحوار، وتستضيف المفاوضات، وتبذل جهودها لترميم الدول الممزقة وإعادتها إلى مسار الدولة والمؤسسات. 

هذه السياسة المتزنة أكسبت مصر احتراماً دولياً متزايداً. لم يعد الغرب ينظر إلى الرئيس السيسي بعين الحذر، بل بعين التقدير. كثير من القادة والمسؤولين في أوروبا والولايات المتحدة باتوا يصفونه بأنه من القلائل الذين ينظرون إلى أمن الشرق الأوسط برؤية شاملة لا ضيقة،

ويدركون أن “الأمن القومي المصري” مفهومٌ متكامل يمتد من ليبيا إلى السودان، ومن غزة إلى المتوسط، لأن استقرار مصر لا ينفصل عن استقرار جوارها. 

ولم يسعَ السيسي إلى بناء محاور أو الدخول في معسكرات مغلقة، بل انتهج سياسة الانفتاح والتوازن. فمدّ يده لأشقائه في الخليج، وسعى لتقوية الروابط العربية،

وفتح جسور التواصل مع إفريقيا، وأقام علاقات تعاون قائمة على المصالح المشتركة مع أوروبا، دون أن يفرط في ثوابت الدولة المصرية أو استقلال قرارها. 

لذلك، كانت القاهرة حاضرة في كل الأزمات الكبرى — في ليبيا، والسودان، وغزة — تتحرك بدافع مسؤوليتها التاريخية لا بطموحات توسعية. فهي تمارس قوتها الناعمة بحكمة، وتوازنها السياسي بذكاء، وتثبت أن النفوذ الحقيقي لا يُبنى على الهيمنة، بل على الثقة. 

رؤية الرئيس السيسي ليست آنية ولا ارتجالية، بل استراتيجية طويلة المدى. فهو يدرك أن استقرار الداخل المصري مرهون باستقرار الإقليم، وأن التنمية لا تزدهر إلا في بيئة آمنة. لذلك آثر أن يكون صانعاً للأمن لا مستهلكاً له،

وزارعاً للأمل في منطقة أنهكتها الحروب. إنها فلسفة قائدٍ يرى أن المستقبل تُبنيه العقول والإرادة، لا المدافع ولا الشعارات. 

واليوم، بدأت ثمار هذه الرؤية تتجلى بوضوح. استعادت مصر مكانتها العربية والإقليمية، وعاد صوتها مسموعاً ومحترماً في العواصم الكبرى.

لم تعد القاهرة مجرد متلقٍ لسياسات الآخرين، بل صانعة لتوازنٍ إقليميٍ جديد، يقدم السلام والاستقرار على المغامرة والمكاسب السريعة. 

هكذا استحق الرئيس عبد الفتاح السيسي عن جدارة لقب “حكيم الشرق الأوسط”، لأنه اختار طريق التعقل وسط عالمٍ يسير نحو الهاوية، وآمن بأن السلام ليس ضعفاً بل أعظم مظاهر القوة. إنها مدرسة جديدة في القيادة العربية، قوامها الرؤية العميقة والوعي بالمصير المشترك، ورسالتها أن القائد الحقيقي هو من يمنع الحرب قبل أن يخوضها. 

لقد جسّد السيسي معنى الزعامة الرشيدة، القائمة على البصيرة لا على الانفعال، وعلى رؤية المستقبل لا على حسابات اللحظة. وفي زمنٍ ندر فيه صوت العقل، بقيت القاهرة منارة للحكمة والتوازن. وسيذكر التاريخ أن في قلب العواصف،

كان هناك قائدٌ مصريٌّ حمل راية الحكمة، فاختار البناء على الخراب، والوحدة على الانقسام، فاستحق أن يُخلّد اسمه كـ حكيم الشرق الأوسط. 

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المري وشهدائنا الابرار 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى