بقلم حسن النجار .. المصريون بين وجع المعيشة وصمت المسؤولين

بقلم | حسن النجار 

تعيش مصر هذه الأيام حالة غير مسبوقة من الضيق والمعاناة، حالة تستحق التأمل وتفرض قرارات عاجلة لتضميد الجراح وتصحيح المسار.

فرغم أننا لم نخرج من حرب، إلا أن السياسات الاقتصادية الخاطئة أنهكت المواطن وأرهقت الطبقات المتوسطة، ودَفعت كثيرين إلى التراجع درجات في السلم الاجتماعي.

مشاهد الحياة اليومية أصبحت مرآة لأوجاع الناس؛ فهناك من كان يملك سيارة أصبح اليوم يعتمد على المواصلات العامة، وفتاة من الفئة البسيطة تكتب مازحة: “من النهارده هتلاقوا فئات جديدة راكبة الميكروباص.. بالله عليكم عاملوهم بلطف، دول هابطين من فوق السلم!”، في جملة تلخص مأساة وطن يعيش تناقضات قاسية.

وفي السوبرماركت، أم تمسك بيد طفلها كي لا يمد يده على شيء لا تستطيع شراءه، والدموع تسبق كلماتها، بينما تصدح من بعيد أم كلثوم بصوتها الشجي:

“يا رب هل يرضيك هذا الظمأ والماء ينساب أمامي زلال؟”، وكأنها تصف حال المصريين بين الحاجة والعجز. رجل آخر يكتفي بكوب شاي واحد بعد أن كان يشرب اثنين لأن الأسعار لم ترحم حتى أبسط طقوس الفقراء.

المشهد يزداد قسوة حين نسمع تصريحات بعض المسؤولين الذين لا يزالون بعد خمسة عشر عاماً يعلقون الإخفاقات على شماعة الإخوان، وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة. الإخوان انتهوا، لكن فشل الإدارة ما زال قائماً، والناس سئمت من الأعذار المتكررة ومن خطاب لا يرى الواقع كما هو.

يا سادة، الناس لم تعد تحتمل. أسعار الطماطم والخيار تجاوزت العشرين جنيهاً في الأسواق الشعبية، والجبن والعيش أصبحا رفاهية لدى كثيرين. أما حديث الحكومة المتكرر عن تكلفة رغيف الخبز، فهو مثار استغراب وسخرية؛ فهل يُنفق الوزير من ماله الخاص؟! كفى تبريرات، وكفى تجاهلاً لحقيقة أن المواطن وصل إلى حافة الاحتمال.

لقد آن الأوان أن يشعر المسؤول بما يشعر به الناس، فالوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بإرادة حقيقية تضع الإنسان في مقدمة الأولويات.

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري وشهدائنا الابرار