بقلم حسن النجار | دروس نصر أكتوبر.. عبور الإرادة ووحدة الصف بعد 52 عامًا
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية

بقلم | حسن النجار
بعد مرور 52 عامًا على نصر أكتوبر المجيد، لا تزال صرخات العبور تتردد في وجدان الأمة، لا كتاريخ نحتفل به فحسب، بل كدرس مفتوح في الإرادة والوحدة والقيادة الرشيدة.
فذكرى السادس من أكتوبر لم تعد مجرد حدث عسكري، بل أصبحت رسالة حيّة تعكس معاني الصمود والعمل والإيمان بالوطن.
وخلال ايام تهل علينا ذكرى نص اكتوبر العظيم ومن هنا لقد جسّد نصر أكتوبر أن الإرادة قادرة على صنع المعجزات، فالنصر لم يكن تفوقًا عسكريًا فقط،
بل ثمرة إصرار أمة رفضت الاستسلام. واليوم، وسط ما تفرضه السياسة والاقتصاد من معادلات معقدة، يظل الدرس قائمًا: الكلمة العليا دائمًا لمن يملك الإرادة.
كما علّمنا أكتوبر أن وحدة الصف لا يُهزم معها شعب، ففي الحرب كان الجميع في خندق الوطن، من الجندي إلى الفلاح، من الطالب إلى المثقف، مسلمين ومسيحيين على قلب رجل واحد. وهو درس تحتاجه الأمة اليوم في مواجهة الانقسامات والصراعات.
أما القيادة الواعية فقد كانت مفتاح الانتصار، حيث جاء قرار الحرب بعد تخطيط دقيق ورؤية ثاقبة، وهو ما يبرز أهمية امتلاك الدول اليوم قيادات تتحرك بحكمة وفق رؤية وطنية، لا مجرد ردود أفعال وقتية.
وإذا كانت معركة الأمس بالسلاح، فإن معركة اليوم بالوعي، والإعلام والاقتصاد والثقافة. فحماية الوطن لم تعد فقط من عدو خارجي، بل من كل ما يهدد استقراره وهويته من الداخل.
إن رسائل أكتوبر تبقى صالحة لكل زمان، فهي تذكّرنا بأن النصر لا يتحقق بالتمني، بل بالعمل والإعداد، وأن وحدة الصف تبقى أعظم سلاح بيد أي أمة تواجه التحديات.
وفي الذكرى الـ52 لهذا النصر العظيم، نتوجه بالتحية لأرواح الشهداء، وبالفخر لكل من صنع لحظة العبور، ونؤكد أن الراية التي رفعها الأبطال ستظل أمانة في أعناق الأجيال القادمة.
فالاحتفال بذكرى أكتوبر ليس مجرد استدعاء لمشاهد بطولية، بل هو قراءة واعية لمعاني الانتصار ودروسه. وبعد أكثر من نصف قرن، ما زال صوت التاريخ يهمس لنا: “إذا اجتمع الشعب على هدف، وآمن بقيادته، فلا مستحيل أمامه.”
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المري وشهداؤه الابرار ؟