بقلم حسن النجار .. سيناء بوابة المستقبل المصرى
المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية ورئيس تحرير الوطن اليوم
بقلم | حسن النجار
فى كلمته الموجزة خلال احتفالية «وطن السلام»، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى عبارة قصيرة لكنها محمّلة بالمعانى، حين قال: «إحنا ربطنا سيناء للى مش واخد باله.. فى 6 أنفاق موجودة تحت قناة السويس علشان سيناء ومصر أو الدلتا حتة واحدة».
الجملة التى جاءت فى سياق احتفالية للسلام، حملت فى طياتها رسالة عميقة عن وحدة الأرض والمصير، إلا أنها أثارت تفاعلاً واسعًا من بعض المواقع والقنوات مثل «سى إن إن عربية»، التى ربطت بين مضمونها وتكهنات سياسية متعددة،
رغم أن الرئيس لم يُفصح عن جديد، بل أكد حقيقة معلنة منذ سنوات ضمن مشروعات قومية كبرى تربط سيناء بباقى ربوع الوطن.
الحقيقة أن أنفاق قناة السويس تُعد من أعظم إنجازات الدولة المصرية خلال العقد الأخير، إذ جسدت حلمًا طال انتظاره منذ استرداد سيناء فى أعقاب معاهدة السلام التى أبرمها الرئيس الراحل أنور السادات، والتى أكدت أن التنمية هى الضمانة الحقيقية لصون الأرض وحماية السلام.
لقد لبّى الرئيس السيسى مطالب المفكرين والخبراء الذين دعوا منذ عقود إلى دمج سيناء فى جسد الوطن، من خلال تعميرها وإقامة مجتمعات زراعية وصناعية وسياحية قادرة على النمو والبقاء، كى لا تبقى شبه الجزيرة فراغًا يمكن استغلاله، بل منطقة نابضة بالحياة والتنمية.
ولعل ما يتحقق اليوم هو ترجمة عملية لرؤية المفكر الكبير الدكتور جمال حمدان، الذى وصف سيناء بأنها «مصر الصغرى» فى دراسته الشهيرة «سيناء فى الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا». فقد أكد أن سيناء تمتلك مقومات طبيعية وبشرية تؤهلها لاستيعاب ملايين السكان،
وإقامة مشروعات زراعية وصناعية متقدمة، وهو ما تجسده بالفعل خطط الدولة منذ عام 2014 ضمن الخطة الوطنية لتنمية سيناء، باستثمارات تجاوزت 600 مليار جنيه، وإنشاء 8 مناطق صناعية كبرى، إضافة إلى نصيب وافر من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تبلغ مساحتها 455 كيلومترًا مربعًا وتوفر أكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة.
ومع أن الكلمة جاءت فى احتفالية للسلام، فإنها أعادت إلى الأذهان دلالات أخرى ترتبط بسلام القوة الذى تنتهجه مصر، خاصة فى ظل الأوضاع الإقليمية المعقدة خلال العامين الأخيرين،
ورفض القاهرة القاطع لأى مشروعات تهجير أو المساس بالحق الفلسطينى. فمصر التى بنت أنفاق السلام وأقامت جسور التنمية، هى نفسها التى ترسم خطوطها الحمراء دفاعًا عن أمنها القومى وسيادتها.
هكذا تمضى سيناء اليوم على طريق البناء والإعمار، حاملة اسم «السلام» فى كل مشروع، ومعه رسالة مصر الدائمة: السلام قوة.. والتنمية ضمان البقاء.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري وشهدائنا الابرار




