بقلم حسن النجار: لولا تضحياتهم لافتقدنا لحظات الفخر
حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية

بقلم : حسن النجار
لولا تضحيات الأبطال من شهداء مصر، ما كنا لنحيا هذه اللحظات التاريخية التي تُسطر فيها أمجاد الوطن وإنجازاته، وما كنا لننعم بأعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار. لولاهم، ما استطاعت مصر أن تبني دولة حديثة قوية قادرة،
تتبوأ مكانتها وتستعيد دورها وثقلها في المنطقة، وتصبح الرقم الأكبر في معادلة الشرق الأوسط، وحديث العالم بأسره. لقد ضحوا بأرواحهم لتظل راية الوطن خفاقة، ولتصبح مصر دولة الفرص والمستقبل الواعد.
ولولا تضحياتهم، ما كنا شهدنا لحظات الفخر في شرم الشيخ، حيث وقف العالم أمام حدث تاريخي بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت عامين من القتل والدمار. ما كان هذا الحضور العالمي المهيب،
وما كان لرئيس أكبر دولة في العالم أن يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في رئاسة قمة شرم الشيخ للسلام، تلك القمة التي جمعت قادة وزعماء العالم تقديرًا لدور مصر الريادي، وشهدت إشادة عالمية بمستوى الأمن والاستقرار الذي تنعم به البلاد.
هذه اللحظات الفارقة لم تأت من فراغ، بل صنعتها دماء الشهداء الأبرار من أبطال الجيش المصري العظيم والشرطة الوطنية، الذين خاضوا معركة وجود ضد الإرهاب والفوضى والمؤامرات.
وإذا كنا نحتفل اليوم بذكرى انتصار أكتوبر 1973 وبطولات العبور الخالدة، فإن أمجاد أكتوبر ما زالت تتجدد في كل معركة يخوضها الوطن دفاعًا عن الكرامة والسيادة.
ولولا تضحيات الشهداء، لما جاءت قمة شرم الشيخ للسلام، ولما أُعلن رسميًا فشل مخطط التهجير ومحاولات النيل من سيناء المصرية. فسيناء كانت وستظل مصرية خالصة، محمية بدماء رجالها الشرفاء الذين يقفون دومًا مستعدين للفداء، مانعين كل محاولة للمساس بترابها الطاهر.
إن موقف مصر الصلب تجاه محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو المساس بأمنها القومي لم يكن وليد اللحظة، بل نابع من دولة قوية أمدتها دماء الشهداء بالعزة والكرامة، فباتت قادرة على حماية خطوطها الحمراء والدفاع عن ثوابتها. اليوم، تجلس مصر على سدة الشرق الأوسط، تُسمع كلمتها، وتُحترم إرادتها، وتُعد شريكًا صادقًا في تحقيق السلام والاستقرار.
مشاهد الفخر التي خرجت من مدينة السلام لم تكن مصادفة، بل كانت ثمار تضحيات أكثر من 3 آلاف شهيد، و12 ألف مصاب سالت دماؤهم على أرض الفيروز. بفضلهم تطهرت سيناء من الإرهاب، واستعادت مصر أمنها واستقرارها، لتبدأ مرحلة جديدة من التعمير والبناء، تُعد الأكبر في تاريخ سيناء.
لقد كانت رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووفاءه لشهداء الوطن، عنوانًا للعرفان والتقدير. لم ينس الرئيس يومًا أرواح الأبطال، بل جعل من رعاية أسرهم أولوية وطنية، فأنشأ صندوقًا لرعايتهم، وخصص لهم نصيبًا في عضوية البرلمان، وخلّد أسماءهم على الشوارع والمدارس والمشروعات القومية.
إن الوفاء للشهداء هو عقيدة مصر في عهد السيسي، الذي جعل من التكريم ثقافة دولة، ومن العرفان بالجميل مبدأً راسخًا. فهو الرئيس الذي يحتفل بأبناء الشهداء في الأعياد، ويشاركهم الفرح والاعتزاز، تقديرًا لتضحيات آبائهم الذين منحوا الوطن حياة جديدة.
لولاهم، ما كانت لحظات الفخر في شرم الشيخ، وما كان هذا المشهد التاريخي الذي جمع قادة العالم حول زعيم مصر وهو يرسم ملامح شرق أوسط جديد يقوم على السلام والعدل والحرية. ولولاهم، ما استطاعت مصر أن تعبر كل التحديات والمؤامرات، وتحقق نجاحات غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
تحية تقدير وإجلال لأرواح شهداء مصر الأبرار، الذين صنعوا الأمجاد، وأنقذوا البلاد، ومنحونا حق الفخر والقوة والقدرة.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش