بقلم حسن النجار: وطني يسكن القلب لا الذاكرة
الكاتب الصحفي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية

بقلم | حسن النجار
الوطن ليس أرضًا نعيش عليها فحسب، بل هو نبض يسكن فينا أينما ذهبنا، ودفء لا ينطفئ مهما ابتعدنا. أجمل ابتسامة قد ترتسم على وجهك، ليست تلك التي توجهها لإنسان أمامك، بل حين تبتسم وأنت تتذكر وطنك، ذلك الحضن الذي منحك الأمان والانتماء،
والذي لا يقدّر بثمنٍ أو يُشترى بمال. فالوطن هو الحبيب الأبدي الذي يسكن القلب، يرافقك في الفرح والحزن، في الغربة والحنين.
كالعاشق الذي لا ينسى محبوبته، يظل حب الوطن مزروعًا في الأعماق، يثمر إخلاصًا وتضحيةً وانتماءً صادقًا. هناك من فقدوا أوطانهم، فتاهت أرواحهم بين المنافي والحدود، ينامون على وسادةٍ من الحنين ويستيقظون على وجع الفقد. أما نحن،
فقد أنعم الله علينا بوطنٍ آمنٍ مستقر، فكان حقًا علينا أن نحمده صباح مساء، وأن نصون هذه النعمة الغالية بالعمل والإخلاص.
الوطن ليس مجرد خريطة أو نشيد، بل هو أمٌ تحتضنك، وسماءٌ تحميك، وأرضٌ تمنحك الحياة. من أجل أن نحيا في أمانٍ وسلامٍ، ربما نحاصر أحيانًا بالجوع أو الضيق، لكن حلاوة الأمن تغمرنا، وتكفينا عن ألف رفاهية. فالوطن الذي يحمينا أغلى من كل كنوز الدنيا، ومن أجله تهون الصعاب وتُبذل الأرواح.
علينا أن نزرع في أبنائنا هذا الحبّ الخالص، حب الوطن الذي لا يعرف مصلحة ولا انتظار مقابل. فكما نحمي بيوتنا وأهلنا، يجب أن نحمي وطننا من كل خطر، بالكلمة الصادقة والعمل الشريف. فالأوطان لا تُحفظ بالشعارات، بل بالإخلاص والعطاء المستمر. وإن كنا اليوم ننعم بالأمن، فذلك بفضل من ضحّوا، ومن حافظوا على تراب هذا الوطن الغالي.
وفي الختام، لنتذكّر أن حب الوطن يشبه حب الحبيب، لكنه أسمى وأبقى. فالوطن يعيش فينا، لا نحن من نعيش فيه، وإن فارقناه بالجسد، يبقى يسكن القلب والذاكرة ما حيينا.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش