بقلم مي الكاشف | أكتوبر.. شهر الانتصارات والعبور الدائم 

بقلم | مي الكاشف  

وكأن النصر كُتب على مصر في أكتوبر، فتحول هذا الشهر من مجرد محطة زمنية إلى رمز خالد للقدرة والإرادة المصرية في كل الميادين. وأصبحت كلمة “العبور” مبدأ ومنهجًا وسبيلًا لتخطي العقبات وتجاوز التحديات.  

فمنذ أن عبر أبطالنا قناة السويس في عام 1973 وهدموا خط بارليف الذي ظنه العدو “منيعا”، بات هدم المستحيل وتحقيق الإنجاز سمة مصرية خالصة، يجسدها المواطن المصري في كل موقع؛ مثقفًا كان أو سياسيًا أو رياضيًا أو فنانًا. 

وكان أكتوبر الجاري شاهدًا جديدًا على صفحات المجد المصري، حيث توالت خلاله الانتصارات والإنجازات في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة، لترسم معًا لوحة وطنية عنوانها “العزيمة لا تعرف المستحيل”. 

ففي السادس من أكتوبر، نجحت مصر في تحقيق إنجاز تاريخي بعد فوز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، كأول عربي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة،  

بحصوله على 55 صوتًا من أصل 57، في دلالة واضحة على الثقة الدولية في الكفاءات المصرية وقدرتها على قيادة المؤسسات العالمية. 

وفي التاسع من أكتوبر، كانت مدينة شرم الشيخ، مدينة السلام، مسرحًا لتوقيع اتفاق إنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل بجهود الوساطة المصرية الخالصة، التي تُوجت خلال قمة شرم الشيخ للسلام في الثالث عشر من الشهر ذاته،  

بمشاركة قادة العالم، في مشهد مهيب أكد من جديد الدور المحوري لمصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورسخ مكانتها كركيزة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. 

كما شهد الثاني عشر من أكتوبر تتويجًا جديدًا لمصر بعد فوزها برئاسة المنظمة الدولية للتقييس (الأيزو) لمدة ثلاث سنوات، وتولي الدكتور خالد حسن صوفي رئاسة المنظمة كأول عربي وثاني إفريقي يشغل هذا المنصب منذ تأسيسها عام 1947، في إنجاز يعكس تفوق مصر العلمي والمهني على الساحة الدولية. 

أما على الصعيد الرياضي، فقد تزين السادس من أكتوبر أيضًا بصعود المنتخب الوطني لكرة القدم إلى كأس العالم، في إنجاز أعاد البهجة إلى الشارع المصري. وفي المجال الاقتصادي،  

ارتفع تقييم مصر الائتماني من B- إلى B في العاشر من أكتوبر وفق تقرير مؤسسة ستاندرد أند بورز، وهو أول تحسن في التصنيف منذ سبع سنوات، في إشارة إلى قوة الاقتصاد المصري ومسار الإصلاح المتصاعد، رغم التحديات. 

ولم تتوقف بشائر أكتوبر عند هذا الحد، إذ أعلنت الأمم المتحدة في الرابع عشر من الشهر الجاري فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان للفترة من 2026 إلى 2028، لتؤكد حضورها الفاعل في المحافل الدولية ومكانتها المستحقة كصوت للعقل والعدالة والإنسانية. 

وهكذا، يواصل أكتوبر كتابة فصول جديدة من قصة العبور المصري — عبور نحو السلام، والعلم، والتنمية، والريادة — لتبقى مصر دائمًا في موقع القيادة والإلهام. 

“ربنا يجعل أيامنا كلها أكتوبر.”