أخبار عربية

ارتباك سياسي سوداني يتفاقم مع تناقضات تصريحات البرهان والوزراء

كتب | محمود سعد 

تزايدت حالة الارتباك داخل معسكر السلطة في بورتسودان بعد سلسلة من التناقضات الواضحة في المواقف الرسمية، سواء على مستوى تصريحات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أو أداء الوزراء، الأمر الذي كشف عمق الخلافات داخل تحالف الحرب.

فقد أثار وزير الخارجية محي الدين سالم موجة واسعة من الجدل عقب قراءته جزءاً من بيان رسمي من ورقة خاطئة خلال مؤتمر صحفي، قبل أن يستدرك ويعلن أنه أخطأ في قراءة النص. ثم عاد ليتخذ موقفاً معاكساً لما ورد في البيان نفسه،

مؤكداً أن «لا أحد يملك حق فرض التفاوض على السودان»، ومشدداً على الالتزام بخارطة الطريق التي قدمتها سلطة بورتسودان وتنفيذ اتفاق جدة، مع تحميل المجتمعين الدولي والإقليمي مسؤولية الفشل في إلزام قوات الدعم السريع بالاتفاق.

وجاء هذا الارتباك في أعقاب هجوم البرهان الحاد على خطة الرباعية وعلى مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأميركي، قبل أن يعلن مجلس الأمن والدفاع لاحقاً تكليف جهة مختصة للرد على الورقة نفسها، في تحول بدا محاولة لاحتواء الانتقادات وتهدئة الموقف.

ويرى مراقبون أن هذه التناقضات تعكس أزمة حقيقية داخل معسكر الحرب، خصوصاً بعد تراجع الدعم الشعبي واكتشاف «زيف سردية الحرب»، في وقت تحظى خطة الرباعية بتأييد واسع باعتبارها أحد المداخل الأساسية لإنهاء النزاع الذي اندلع منذ أبريل 2023.

كما يشير خبراء إلى أن التنظيمات المحسوبة على الإخوان تلعب دوراً بارزاً في تعقيد المشهد، عبر فرض قيود على قرارات قيادة الجيش ومنعها من الانخراط في أي مسار سياسي جاد.

وتجلّى ذلك في تناقض تصريحات البرهان مع خطب عبدالحي يوسف القيادي الإسلامي، الذي هاجم خطة الرباعية من إسطنبول، بالتزامن مع حديث البرهان عن رفضه الكامل لوقف الحرب.

وتحذر آراء أكاديمية من استمرار سياسة المناورة، مؤكدين أن المجتمع الدولي بات يعتبر السلام هدفاً لا يمكن لأي طرف الإفلات منه، خاصة بعد فشل السلطة الحالية في التعامل مع المبادرات الدولية والإقليمية التي تجاوز عددها عشر مبادرات.

وتزامن هذا الارتباك مع غياب لافت لوزير الدفاع حسن كبرون عن اجتماع مجلس الأمن والدفاع، وسط معلومات عن استقالته غير المعلنة منذ أسبوعين،

في ظل تصاعد الخلافات داخل سلطة بورتسودان وتدهور اقتصادي غير مسبوق دفع الدولار في السوق الموازية لتجاوز 3600 جنيه، في وقت تتزايد فيه الاتهامات بالفساد داخل مؤسسات الدولة.

وتعكس ردود الفعل الشعبية اتساع حالة الغضب من استمرار الحرب، مع تزايد الاقتناع بأن الصراع لا يحقق أي أهداف وطنية، بل يحوّل المدنيين إلى وقود لمعركة طاحنة أنهكت البلاد وأوصلتها إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم.

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى