بقلم حسن النجار.. دروس انتخابات النواب 2025 ورسائل للمرشحين
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم | حسن النجار
شهدت انتخابات مجلس النواب لعام 2025 خلال المرحلتين الأولى والثانية مشاهد متعددة عكست حيوية الشارع السياسي المصري، لكنها في الوقت ذاته كشفت حجم التباين في ردود الأفعال بين المرشحين، خاصة أولئك الذين لم يحالفهم التوفيق.
فبينما التزمت الأغلبية بقواعد المنافسة الديمقراطية، خرجت أصوات محدودة تُشكك في أداء الهيئة الوطنية للانتخابات أو تتحدث عن ظلم وقع عليها دون أن تتأمل الأسباب الحقيقية وراء الفشل الانتخابي.
الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون أن الظلم — إن وُجد — لا يبدأ من الهيئة الوطنية ولا من الدولة، بل يبدأ من المرشح نفسه حين لا تتوافر فيه صفات النائب البرلماني القدير. فالناس قد تحشدك من أجل مصالح ضيقة أو بفعل المال السياسي،
لكن الاقتناع الحقيقي لا يُشترى. الناخب عندما يقف أمام الصندوق يُقرر وحده: هل يرى فيك ممثلاً حقيقياً له؟ أم مجرّد اسم عابر صنعتَه ضجة مواقع التواصل الاجتماعي؟
يا من تجولت بين البيوت وتلّقيت ابتسامات زائفة.. هل سألت نفسك يومًا: هل أنت مؤهّل ثقافيًا وتشريعيًا ورقابيًا لهذا المقعد؟ هل تمتلك ما يكفي من الوعي بالدور البرلماني وما يتطلبه من دبلوماسية وصياغة تشريعات وحسن إدارة ملفات الخدمات؟
كثيرون تقدموا للترشح دون أن يدركوا حتى معنى أن تكون “عضو مجلس نواب”، وحين فشلوا في كسب ثقة الناخب لجؤوا لاتهامات لا أساس لها.
هناك مرشّحون خاضوا الانتخابات باعتبار “قضيتهم شخصية”، لا “قضية وطن”. وعندما لم يحققوا الفوز، راحوا يتحدثون عن تزوير لم يحدث، أو ظلم لم يقع، مع أن الحقيقة واضحة:
أبناء دوائرهم لم يقتنعوا بهم أصلاً. هل يعتقد البعض أن مجرد نشر شكوى أو مناشدة عبر صفحات التواصل الاجتماعي هو عمل بطولي؟ الخدمة العامة ليست منشورًا إلكترونيًا، بل منظومة عمل مع مؤسسات الدولة وصنّاع القرار.
ولذلك، لا ينبغي للمرشح الذي لم يفز أن يحزن؛ فهذه هي مكانته الطبيعية في هذه المرحلة. فمقعد مجلس النواب ليس مكانًا عابرًا، بل مسؤولية وطنية تبدأ بالخبرة والوعي، وتمتد إلى القدرة على العمل الشعبي الحقيقي بعيدًا عن الشعارات.
ومن أراد خوض الانتخابات مستقبلاً، فعليه أولاً أن يكتسب الخبرة وأن يستفيد من القيادات الشعبية داخل دائرته، فـ”من قُتل بسيفه لا يُبكى عليه”، ومن لم يعمل على تطوير نفسه لن يحصد سوى ما زرع.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري وشهدائنا الابرار




