أخبار العالم اليوم

تفاهمات تاريخية بين ترامب والشرع تمهد لعهد سوري جديد

كتبت | عزة كمال 

شهدت العلاقات السورية الأميركية تحولاً جذرياً بعد لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وذلك عقب قطيعة دامت عقوداً طويلة. 

وأكد ترامب بعد اللقاء ثقته في قدرة الشرع على أداء مهامه بنجاح، مشيراً إلى أنه على “وفاق تام” معه، ومعلناً أن واشنطن تعمل مع إسرائيل لتحسين العلاقات الثنائية بينها وبين سوريا. 

في المقابل، دعا الرئيس السوري خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز إلى تنسيق مباشر مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل الوجود العسكري ومكافحة تنظيم داعش، موضحاً أن بلاده لن تدخل حالياً في مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين. 

ويرى الكاتب والباحث السياسي عبد الكريم العمر في حديثه لـ جريدة الوطن اليوم أن دخول سوريا مرحلة الانفتاح على الولايات المتحدة يحمل دلالات استراتيجية مهمة، مؤكداً أن تصريحات ترامب بعد اللقاء تشير إلى تفاهمات جدية تشمل القضايا الأمنية والانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش، إضافة إلى توقيع اتفاقات أمنية مع إسرائيل. 

وأشار العمر إلى أن الزيارة تمثل منعطفاً مهماً في إعادة بناء الدولة السورية داخلياً وخارجياً، خاصة مع تحسن الوضع الأمني، لافتاً إلى أن استقرار الداخل السوري شرط أساسي لانطلاق الإعمار واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن. 

وأوضح أن عودة الانضباط الأمني وإعادة تشكيل الأجهزة الاستخباراتية واستيعاب الكوادر العسكرية السابقة في إطار مؤسسي جديد، عززت الثقة الدولية، مؤكداً أن البلاد لم تشهد صدامات أهلية أو اضطرابات طائفية كالتي شهدتها دول أخرى بعد سقوط أنظمتها. 

وأضاف العمر أن التعاون الاستخباراتي بين دمشق وواشنطن تُرجم عملياً عبر عمليات مشتركة ضد خلايا داعش، ولم يستبعد وجود قاعدة جوية أميركية في سوريا ضمن التعاون العسكري المشترك، معتبراً ذلك تطوراً طبيعياً في ضوء التحالف الأمني الجديد ومفاوضات السلام السورية الإسرائيلية. 

كما أشار إلى أن تعليق العقوبات الأميركية بموجب قانون قيصر لمدة 180 يوماً يُعد إنجازاً مهماً للرئيس الشرع، موضحاً أن رفعها النهائي يتطلب قراراً من الكونغرس، فيما لم تفرض واشنطن شروطاً تعجيزية لأن أغلب مطالبها، مثل مكافحة الإرهاب وتقليص النفوذ الإيراني، أصبحت جزءاً من السياسة السورية الجديدة القائمة على الانفتاح والتوازن. 

وأكد أن سوريا اليوم مختلفة عن الماضي، إذ باتت منفتحة على الغرب بالكامل وليست عدوة لأحد، مما يجعلها مؤهلة لاستقطاب الاستثمارات وإعادة الإعمار، مع تزايد مساعي الدول لإعادة فتح سفاراتها في دمشق. 

من جانبه، أوضح الكاتب والباحث السياسي طارق الشامي أن اللقاء بين ترامب والشرع سبقه تفاهم حول خمس نقاط أساسية، نُفذت ثلاث منها، أبرزها إخراج المقاتلين الأجانب وتنظيمات الإيغور وبعض القيادات الفلسطينية من سوريا،

إلى جانب دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش النظامي، فيما بدأت مفاوضات أولية بشأن الترتيبات الأمنية مع إسرائيل، وبقي ملف الاتفاقات الإبراهيمية قيد النقاش. 

ويرى الشامي أن انضمام سوريا رسمياً إلى التحالف الدولي ضد داعش يشكل اختباراً حقيقياً للحكومة الجديدة،

مشيراً إلى أن واشنطن تتابع سلوك دمشق عن كثب في ملفات حقوق الإنسان ومعتقلي داعش ومخيم الهول، وسترفع تقارير نصف سنوية للكونغرس حول مدى التزام سوريا بالمعايير الأميركية وفق قانون قيصر. 

وختم الشامي بأن الهدف الاستراتيجي الأميركي من الانفتاح على دمشق هو إبعاد إيران وروسيا عن الساحة السورية، وهو ما ينعكس في بنود قانون قيصر التي تمنع التعاون الاقتصادي معهما. 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى