كتبت | عزة كمال
يسود بلدة بيت جن في ريف دمشق، السبت، هدوء حذر، وسط تحليق مسيّرات إسرائيلية لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أكدتة مراسلة “الوطن اليوم“. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى تصعيد واضح في التحركات العسكرية بالجنوب السوري خلال الساعات الماضية، شمل توغلات برية وتحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع.
وأفادت التقارير بأن دورية إسرائيلية توغلت في ريف القنيطرة الجنوبي وسط استنفار واسع، فيما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن تل أبيب وجهت رسائل شديدة اللهجة للرئيس السوري أحمد الشرع بعد إصابة ستة جنود في حادثة استثنائية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن الرسالة شددت على عدم إمكانية الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل، لعدم السماح بتمركز جهات معادية، مؤكدة غياب أي أفق لاتفاق مع دمشق حالياً.
كما لفتت القناة الـ13 الإسرائيلية إلى تطورات عملية بيت جن، موضحة أن الأجهزة الأمنية تتجه لتقليل الاعتقالات الميدانية مقابل زيادة الاعتماد على الاغتيالات الجوية. وتواصلت الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية أمس الجمعة في عدة محاور، بالتزامن مع الذكرى السنوية لبدء المعركة التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد.
ونقلت القناة عن قادة أمنيين أن ما جرى في بيت جن لم يكن كميناً مخططاً، بل رد فعل من الأهالي الذين تجمعوا وأطلقوا النار بعد مشاهدتهم نشاط الجيش. وفي السياق، أكد وزير التعليم العالي مروان الحلبي جاهزية الكوادر الطبية لعلاج الجرحى، مع وصول مصابين إلى مستشفى المواساة نتيجة التوغل الإسرائيلي والقصف الذي طال المنطقة، بينهم نساء وأطفال.
وفي تفاصيل الانتهاكات، أفاد إعلام سوري بتوغل إسرائيلي في حوض اليرموك بريف درعا، فيما ذكرت وكالة “سانا” أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مدنيين في قرية الحميدية بريف القنيطرة. وأوضحت الوكالة أن المدنيين كانوا يشاركون في فعالية شعبية دعماً لوحدة سوريا،
وأن القوات الإسرائيلية منعتهم من العودة إلى قريتهم لمدة نصف ساعة بعد مشاركتهم في فعالية ببلدة خان أرنبة.
واحتجاجاً على الهجمات، خرج آلاف السوريين في مظاهرات بالساحات الرئيسية للمدن بعد صلاة الجمعة، مندّدين بالعدوان الإسرائيلي والغارات التي استهدفت بيت جن وأودت بحياة 13 شخصاً. وقد أسفر القصف الإسرائيلي فجر الجمعة عن مقتل 13 شخصاً بالتزامن مع توغل دورية إسرائيلية داخل البلدة.
وأشار تلفزيون سوريا إلى أن مروحيات إسرائيلية ومدفعية الجيش قصفت بيت جن على سفوح جبل الشيخ عقب اشتباكات بين الأهالي ودورية إسرائيلية اعتقلت ثلاثة شبان قبل انسحابها وتمركزها في تلة باط الوردة. كما شهدت البلدة حركة نزوح نحو القرى المجاورة.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات لواء الاحتياط 55 نفذت عملية في بيت جن لاعتقال مطلوبين، مشيراً إلى تعرض القوات لإطلاق نار خلال العملية،
ما استدعى الرد بإسناد جوي، وأسفر عن إصابة ضابطين ومقاتل بجروح خطيرة وآخر بجروح متوسطة وإصابات طفيفة لاثنين آخرين. وأكد الجيش اكتمال العملية باعتقال جميع المطلوبين والقضاء على عدد من المسلحين.
