بقلم حسن النجار: إدارة الوقت فن احترام الذات والعمر
المفكر السياسي حسن النجاررئيس تحرير الوطن اليوم عضو المكتب الفني للشؤون السياسية
الوطن اليوم الإخبارية – 8 ديسمبر 2025
بقلم – حسن النجار
في زمن يتسابق فيه كل شيء، ويباغتنا النهار قبل أن نلتقط أنفاس الأمس، تصبح إدارة الوقت ليست مجرد مهارة نتعلمها، بل فنّاً نمارسه، ووعياً نختبر به قدرتنا على تشكيل الحياة بدلاً من أن تشكلنا.
الوقت لا يطرق الأبواب مرتين، ولا ينتظر المترددين، ومن يفهم لغته يدرك أن كل دقيقة هي لبنة في بناء إنسان يريد لنفسه أن يصل، لا أن يُدفع.
إن أعظم ما يمكن أن يمتلكه الإنسان ليس مالاً ولا نفوذاً، بل قدرة على ترتيب أيامه، وتنسيق أولوياته، ومعرفة ما يستحق أن يُعطى من عمره وما يجب أن يُترك خلفه.
الدقائق التي نهدرها بلا انتباه، تعود لتطالبنا بثمنها حين نكتشف أن أحلامنا تأخرت لأننا لم نمنحها الوقت الكافي لتكبر.
إدارة الوقت ليست قسوة على الذات، بل رحمة بها، هي يد تربت على تعبنا وتقول لنا إن الفوضى لا تصنع نجاحاً، وإن العشوائية تسرق العمر بلا أن نلحظ، والإنسان الذي يوزع وقته بحكمة، يعيش حياة أخف وأوضح، كمن يمسك بخيط الضوء وسط زحام الظلال،
فما أكثر ما نشتكي من ضيق الوقت، وما أقل ما ننتبه إلى أن المشكلة ليست في الساعات، بل في الطريقة التي نسكن بها داخلها.
وفي كل مرة نقرر فيها أن نبدأ، نعيد اكتشاف أنفسنا، فكل مهمة ننجزها تصبح دليلاً على أننا قادرون، وكل لحظة نقتنصها من فوضى الأيام تكتب في داخلنا شعوراً رقيقاً بالرضا.
إدارة الوقت ليست تدريباً على التنظيم فقط، بل تدريباً على احترام الذات، على منح العمر معنى، وعلى الاحتفاظ بقدرتنا على المضيّ بثبات وسط زحام الخيارات، ومن يملك وقته يملك حياته، ومن يضيّعه يصبح أسيراً لقرارات لم يصنعها.
وهكذا يصبح النجاح ابن الساعة التي لم نتركها تهرب، وابن اللحظة التي أمسكنا بها قبل أن تتبدد، فالوقت ليس عدواً، بل مرآة، تعكس لنا ما صنعناه، وما أهملناه، وما كان يمكن أن يكون.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري رحم الله شهدائنا الابرار






