بقلم حسن النجارشؤون سياسية

بقلم حسن النجار: الإعادة علامة فارقة في الممارسة السياسية

حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم والباحث في الشؤون السياسية الدولية

الوطن اليوم الإخبارية – 12 ديسمبر 2025

بقلم حسن النجار 

المشهد الانتخابي تحول في الإعادة من مجرد فتح وغلق صناديق ولجان تستقبل الناخبين فحسب إلى مشهد أكبر وأعمق من ذلك، ليؤكد نضج الدولة، وقدرتها على إدارة اللحظة التي يتقاطع فيها الأمن بالسياسة، والإرادة الشعبية بأصول المنافسة.

والإعادة كانت علامة فارقة في مسار الممارسة السياسية المصرية، والتحول الواضح في طريقة إدارة الدولة لملف المخالفات الانتخابية، وعلى رأسها محاولات شراء الأصوات التي شوهت الصورة العامة للعملية الانتخابية، ليكون التعامل مختلفًا، وأكثر حسمًا، ووعيا ورقابة صارمة.

ولنا أن نرفع القبعة لوزارة الداخلية التي قدمت نموذجًا يستحق الإشادة، تضمن منظومة متكاملة ضمت الهدوء في العمل مع التحرك السريع في التعامل مع أي محاولة للإخلال بالعملية الانتخابية، والتصدي لكل المخالفات التي كانت تسعى للتأثير على إرادة الناخب، بتدخل مبكر لضبط المتجاوزين، وضبط إيقاع العملية الانتخابية برمتها.

الرسالة كانت واضحة “صوت المواطن مش للبيع”، وفي رأيي هذه الرسالة أهم من أي نتائج سيتم الإعلان عنها، لأنها أعادت للناخب الثقة في أن حضوره للإدلاء بصوته حضور فعلي وحقيقي له قيمة وتأثير، وليس أداءً رمزيًا،

وللعلم على الرغم من عدم وجود انتخابات مثالية في أي مكان في العالم، ولكن انتخابات الإعادة كانت أكثر اتساقا واحتراما، والأهم من ذلك كله أن المناخ المنظم والمنضبط لانتخابات الإعادة منح الناخب إحساسا بأن المشاركة ليست عبئا، بل حق.

ولنا أن نفخر بأن انتخابات الإعادة شهادة جديدة على أن الدولة تتعامل بوعي ومسئولية تتسم بقدرة على تنظيم عملية انتخابية تليق بطموح مجتمع يسعى لمنافسة سياسية على أسس من العدل والشفافية.

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري ورحم الله شهدائنا الابرار ؟ 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى