بقلم حسن النجار .. عمليات التجريب والترقيع فى العملية التعليمية يجب أن تنتهى
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم
بقلم | حسن النجار
على جروبات بلدتى بموقع فيسبوك، قرأت عددا كبيرا من الإعلانات التى نشرها مسؤولو مدارس ابتدائية وإعدادية يعلنون فيها عن حاجة هذه المدارس لمعلمين بنظام الحصة. لاحظت أن كل التخصصات مطلوبة.
كما أدركت بعد ذلك أن إعلانات المدارس بحثا عن معلمين هو سلوك شائع فى كل البلاد.. واللافت أنه كان هناك إلحاح أكثر فى إعلانات التوظيف هذه من مسؤولى المدارس المقامة فى القرى الصغيرة والعزب من حولنا.
مثل هذه المدارس بدون معلمين تقريبا، رغم أن العام الدراسى الجديد من المقرر أن يبدأ اليوم رسميا!. سألت مسؤولا مهما فى الإدارة التعليمية، فقال لى إنه قد صدرت تكليفات للمديرين والنُظّار بأن يتكفلوا بأنفسهم بتغطية العجز وفقا لقرارات الوزير واللوائح الحاكمة.
وبحثت أكثر فوجدت أن مكافأة الحصة صارت ٥٠ جنيها، وهذا المبلغ من شأنه أن يجذب نسبة أكثر من الخريجين المتعطلين والباحثين عن فرص عمل.
العام الماضى والذى قبله، كان هناك تقشف أكثر وتضييق على وزير التربية والتعليم السابق الدكتور رضا حجازى فى هذه النقطة. لم يوافق له رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، على اعتماد أى مقابل مادى يدفعه للمدرس المتطوع. كان الأمر بمثابة واقع مؤلم. مدرس يدخل الحصة بلا مقابل مادى!.
هذا العام، ومع قدوم وزير من القطاع الخاص التعليمى، وافق رئيس الحكومة أن يفتح له خزائنه ويدفع ٥٠ جنيها عن كل حصة!.
هى حلول هزلية لقصة عجز المدرسين، ولا أدرى لماذا هناك إصرار على تدمير العملية التعليمية على كافة مستوياتها. لقد قبلنا على مضض وبشىء من الإكراه، تطوير المناهح ونحن على يقين أن الأمر ملىء بالأخطاء والثغرات.
ولكن فيما يتعلق بعجز المدرسين، فإن كل هذه الحلول عبثية. هناك عدد كبير منهم يخرجون للمعاش. وفى تصريح حديث لنقيب المعلمين فإن ٧ آلاف معلم يخرجون للمعاش شهريا. كما أنه يجب تعويض نسب العجز التى حدثت طوال عقدين قبل ذلك، مع مراعاة حجم التوسع فى المدارس وزيادة أعداد الطلاب.
الأمر يحتاج لتدخل حكيم وعلمى. عمليات التجريب والترقيع فى العملية التعليمية، يجب أن تنتهى بسرعة.
حفظ الله مصر – حفظ الله الوطن – حفظ الله الجيش