بقلم حسن النجار.. الشعب المصري يُعزّزُ جيْشَه ويؤازره ولا يقبل منْ يحاولُ النيل منه؟  

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم عضو المكتب الفني للشؤون السياسية

0

بقلم | حسن النجار  

إننا نفخرُ بجيش وطني له مكانةٌ، ومحبة في عميق الوجدان دون مبالغة لدى جميع المصريين دون استثناء؛ فالجيش من الشعب، والشعب دومًا يدعمه، ويمده بكل غالٍ، ونفيسٍ على مر الزمان،  

ويكمن سر ذلك في وحدة النسيج، والمكون، ووحدة الغاية؛ حيث إن النصر، أو الشهادة في سبيل الله- عزوجل-، فداءً للوطن؛ فالدماءُ الذكيّةُ قدمت، وما زالت تقدم من أجل حريةٍ، وعزةٍ، وكرامة هذا الشعب العظيم الذي يعي معنى التضحية المدفوعة، ويدرك أنها من تنهمر من دماء فلذاتِ الأكبادِ.  

وعلى الرُغْمِ من قسوة الخدمة العسكرية في جيشنا العظيم مصنع الرجال؛ إلا أن الإقبال عليه من كل حدبٍ،  

وصوبٍ في حالة السلم، والحرب؛ فالجميع يسارع لخدمة الوطن، والجميع لا يبخل بدمائه، وروحه من أجل الدفاع عن ترابِ وطنه، والجميعُ لا يقبل الضيم، أو التقهقر أمام أي اعتداءٍ على مقدِّراتِ الدولة؛ 

 فالكلُّ يصون، ويحمي، ويلبي الدعوة حين ينادي المنادي، والجميعُ يصْطفُّ خلف القائد الأعلى للقوات المسلحة بكل شموخٍ، وصلابةٍ؛ ليساهم في حماية الأمن القومي لبلادنا الأبيِّة. 

إن القاموس المصري، ومعانيه مليءٌ بالمفاخر، والبطولات مع جيشهم، ومؤسسات وطنهم؛ فالشعب له قيمٌ نبيلةٌ دومًا تحثه على أن يؤدي رسالته السامية بتربية أجيال تحمل المواطنة الصالحة في جنباتها، ولا تخشى الوغي، ولا تهاب عدوًا مهما تعالت نعراته،  

أو تفاقمتْ مقوماتُ غروره؛ ويظهر هذا جليًّا حين نرى جيلاً تلو الآخر يسلم الراية بعزيمةٍ، وقوةٍ، وصمودٍ، وعزةٍ؛ فدلالة القسم تؤكد على الشرف، والأمانة، والولاء، والانتماء، وبذل النفس، دون ترددٍ، والعرفانِ بفضل الوطن دون مواربةٍ.  

عندما يعود الأبناء من حيز الأسرة الكبيرة، المتمثلة في الجيش إلى حضن الأسرة الصغيرة التي تغذيهم بالدعم، وتشبعهم بمزيدٍ من إشعال الحماسة، والوطنيِّة؛ فيرى المجتمعُ المصريُّ جنودَ جيشه في أجمل صورةٍ،  

وأبهاها من حيث التربية الخلقية، والسلوكية، والبدنية فيسعد، ويفخر، ويعتزُّ، ويتباهى بهم الجميعُ؛ فهؤلاء هم شرفاءُ الوطن أصحابُ الرسالة السامية الذين اصطفاهم الشعبُ لأن يدافع عن مقدّراته، ويصون موارده، بل وتمتد يده بالمساعدة في دروب التنمية في مجالاتها المختلفة.  

إن جيش مصر في أفئدةِ المصريين، وفي وجدانهم؛ فالشعبُ مع جيشه على خطِّ تماسٍ واحدٍ، والشعب في رباطٍ مع قواته المسلحة أبدَ الدهر، وأمده، والجيش في خدمة الشعب، وتراب الوطن،  

وعلى جاهزيَّةٍ مستدامةٍ لهذه المُهمّةِ العظيمةِ، والشعب يُعزّزُ جيْشَه، ويؤازره ولا يقبل منْ يحاولُ النيل منه؛ فالجيشُ من الشعب، وأبناؤه أغلى ما يمتلكه الشعب، وهذا لا مُراءَ فيه، ولا من قبيل المشافهة؛ فتلك حقيقةٌ دامغةٌ، لا تقبل الشكَّ، أو التشكيكَ. 

نقولها بكل فخرٍ، وثباتٍ، ورسوخٍ إنّ من يحاول أن يُسْقطَ مِصْرَ كأنما يحاول أن يحرك جبالاً راسخةً، ويزحزحها؛ فتلك مصرُ بجيشها الشامخِ، مرفوعِ الهآمةِ، وهذا هو شعبُها الذي لا يقبل إلا عطورَ النصر، وشذى الفوز، وهؤلاء أبناء مصر منتسبو الجيش، ومَنْ على أرضها،  

وفي شتى ربوعها لا يتقبلون إلا الحريّةَ، ولا يتنفسون إلا عبيرَها؛ فطلبُ الشهادة مُقدّمَةٌ من أجل الوطن منذ الميلاد، وعشق الحياة في نصرة البلاد، ورفعِ رايتها، عاليةً، خفَّاقةً، وقد كتب التاريخُ سطورَه ناصعًا ببطولاتِ، ومعاركِ التحرير، والشرفِ؛ فهذا كنْزُنا، وإرْثُنَا الذي نحافظ عليه ما حيينا.  

نثق  نحن المصريين في جيشنا، وقيادتنا السياسية، تلك القيادة التي حافظتْ على البلاد، وطوَّرتْ مؤسساته، وفي القلب منها المؤسسة العسكرية، وها نحن نفخر بذلك، ونُثمّنُ جهود فخامة الرئيس، بل، ونشرف بجيشنا في كافة بقاع الأرض من مشرقها إلى مغربها،  

لأنه جيشٌ لا يخشى حوْمةَ الوغى، ويقبل، ولا يدبر، كما نُشيد بالجهود التي تُبْذلُ على مدار الساعة من قبل الأفرع الرئيسة لجيشنا الباسل المِغْوارِ، وذلك من خلال شمولية قواتها البريّة، والبحريّة، والجويّة، والدفاع الجويّ؛ حيث حققت مستوياتٍ متقدمةٍ غيرِ مسبوقةٍ في جاهزيّتها، وقدراتها القتالية، المتطورة، وذلك من خلال تدريبٍ متقدمٍ مستدامٍ.  

إنّ ما نسطّرهُ من حروفٍ، وكلماتٍ في حق جيشنا العظيم ما هو إلا نقطةٌ في مداد البحر؛ فما للجيش من إنجازاتٍ عظيمةٍ، وبطولاتٍ عديدةٍ، مديدةٍ تحتاج إلى مجلداتٍ،  

وأقلامٍ من ذهبٍ؛ كي تُدوّن، وما نُنْشِدهُ أن نعكف على صياغة الأعمال الرائدة، والخلَّاقة لجيشنا العظيم حتى يدْركَ شعبنُا العظيمُ روعةَ هذه المؤسسة المعطاءة، التي تتجلّى أدْورُاها في المحن، وفي السلم، والحرب.. ودي ومحبتي لوطني ولجيشي وللجميع. 

حفظ الله مصر – حفظ الله الوطن – حفظ الله الجيش 

اترك تعليق