الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته في غزة ويحظر التنقل على الطرق الرئيسية
كتب | محمد حجازى
تقرير جريدة الوطن اليوم | واصل الجيش الإسرائيلي تصعيد عملياته العسكرية في قطاع غزة، معلنًا عن بدء تحرك بري في وسط وجنوب القطاع، بعد أن فرض قيودًا جديدة على حركة المدنيين.
وأعلن الجيش حظر التنقل على محور صلاح الدين، الطريق الرئيسي الرابط بين شمال وجنوب غزة، مؤكدًا أن التحرك يقتصر فقط على طريق الرشيد. يأتي ذلك في إطار العمليات العسكرية المكثفة التي تشهدها المنطقة، وسط مخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية.
وقال الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة إكس “خلال الساعات الماضية بدأت قوات جيش الدفاع عملية برية محددة في منطقة وسط قطاع غزة وجنوبه بهدف توسيع المنطقة الدفاعية بين شمال القطاع وجنوبه (…) من أجل سلامتكم يحظر الانتقال على محور صلاح الدين بين شمال القطاع وجنوبه وبالعكس”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي انتشار قواته حتى وسط محور نتساريم، وقال: “نعمل على توسيع المنطقة الأمنية بين شمال وجنوب غزة”.
بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع إن “المحادثات مستمرة مع الوسطاء بشأن وقف العدوان عن شعبنا، والعمل على إلزام الاحتلال بالاتفاق وإجباره بالتراجع عن مخططه”.
وأضاف القانوع ، في تصريح صحفي أوردته وكالة “صفا” الفلسطينية اليوم الخميس، “متمسكون باتفاق وقف إطلاق النار، ونعمل مع الوسطاء على تجنيب شعبنا الحرب بشكل دائم، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة”.
وشدد القانوع على أن “حصار غزة وتجويعها وحرب الإبادة فيها يتطلب تحركاً عاجلاً من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ لإنقاذ شعبنا من الابادة ومنع تجويعه رفع الحصار عنه”.
وشنّت إسرائيل فجر الخميس غارات جديدة على غزة، وذلك بعيد توجيهها “إنذارا أخيرا” لسكان القطاع الفلسطيني إذا لم تفرج حركة حماس عن الأسرى، في تصعيد أثار مخاوف من استئناف الحرب.
وأفاد مراسل جريدة الوطن اليوم بارتفاع عدد القتلى جراء الغارات الإسرائيلية على غزة منذ الفجر إلى 71.
وأفادت مصادر محلية بأن هناك عددا من المفقودين تحت ركام المنازل التي استهدفها القصف في خان يونس. وفي الأثناء، شن الطيران الإسرائيلي غارات على منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلا أنه لم ترد تقارير فورية عن خسائر بشرية.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الخميس إن خمسة من موظفي الوكالة قتلوا في قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية.
وكتب في بيان على موقع إكس “في الأيام القليلة الماضية، تأكدنا من مقتل خمسة موظفين آخرين في الأونروا، مما يرفع عدد القتلى إلى 284. كانوا معلمين وأطباء وممرضين يخدمون الفئات الأكثر تضررا”.
وهربا من القصف الإسرائيلي الدامي في شمال القطاع الفلسطيني، استأنفت عائلات رحلة النزوح التي تكررت عدة مرات أثناء الحرب، حاملة معها بعض الأغراض.
وفي الأثناء، شن الطيران الإسرائيلي غارات على منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلا أنه لم ترد تقارير فورية عن خسائر بشرية.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت أمس الأربعاء ارتفاع حصيلة القتلى جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة والمتواصلة لليوم الثاني على التوالي إلى 436 شخصًا.
وأشارت إلى أن عدد المصابين بلغ أكثر من 678 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، بإصابات متفاوتة.
وبذلك، يرتفع إجمالي عدد القتلى في القطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 49 ألفا و547 شخصًا، فيما بلغ عدد المصابين 112 ألفا و719 شخصا،
مع استمرار وجود ضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات وسط صعوبة وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، وفق البيان.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش شن غارات على موقع عسكري لحركة حماس ومنطقة الساحل في قطاع غزة.
وأضاف أدرعي في بيان، أن الجيش استهدف خلال ساعات الليلة الماضية موقعًا عسكريًا لحماس في شمال قطاع غزة، حيث تم رصد استعدادات لتنفيذ عمليات إطلاق قذائف نحو إسرائيل.
وأشار إلى أن سلاح البحرية هاجم خلال الليل زوارق بحرية كانت معدة لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل من قبل حركتي حماس والجهاد.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن غارات مكثفة منذ فجر الثلاثاء في مناطق متفرقة من غزة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير(كانون الثاني) الماضي.
وجاءت الغارات بعد أوامر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”التحرك بقوة” ضد حماسوقال نتنياهو مساء الثلاثاء إن أي مفاوضات مقبلة مع حركة حماس “ستتم تحت النار”، متعهدًا بمواصلة القتال حتى تحقيق “جميع أهداف الحرب”.
واتهم نتنياهو حركة حماس برفض المقترحات التي قدمها الوسطاء، في وقت وافقت عليها إسرائيل، ما دفع الأخيرة للعودة إلى القتال. وقبل التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة،
أكدت حماس أنها “لم تغلق باب التفاوض ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقّع من كل الأطراف”،
وفق ما قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، طاهر النونو، مضيفاً لوكالة “فرانس برس” بأن “لا شروط لدينا، لكننا نطالب بوقف العدوان وحرب الإبادة فورا، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية وهذا جزء من الاتفاق الموقع”.
وفي مطلع مارس (آذار) الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يتألف من 3 مراحل..