وثيقة مسربة تكشف صدمة واشنطن من إعدام صدام حسين 

0 56٬207

اخري – مصر – كتب| احمد شمس   

في مثل هذا الوقت قبل 19 عاماً، وتحديداً في أول أيام عيد الأضحى عام 1427 هـ، شهد العالم العربي واحداً من أكثر الأحداث إثارة للجدل، حين أقدمت الحكومة العراقية على تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس الراحل صدام حسين.

وقد أثار هذا الحدث موجة من ردود الفعل المتباينة، خاصة داخل الشارع العراقي، وهو ما لم تكن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش تتوقعه، وفقاً لما كشفته لاحقاً وثائق أمريكية مسربة.

ورغم مرور السنوات، لا تزال ذكرى إعدام صدام تثير اهتماماً واسعاً، وسط استمرار الغموض الذي يكتنف كثيراً من كواليس تلك اللحظة، خصوصاً على مستوى ردود الفعل الدولية، وتحديداً في واشنطن ولندن، وهما العاصمتان اللتان قادتا غزو العراق في 2003.

ومن بين ما كشفت عنه تسريبات ويكيليكس الشهيرة، التي نشرها جوليان أسانج، برقية صادرة عن السفارة الأمريكية في بغداد إلى الخارجية الأمريكية، تحدثت عن ارتباك الحكومة العراقية في إدارة مشهد الإعدام، مشيرة إلى أن التنفيذ تم بشكل متعجل، وتخلله تخبط واضح، خاصة في ما يتعلق بتغيير قائمة الشهود أكثر من مرة.

البرقية تضمنت أيضاً شهادة زلماي خليل زاد، سفير واشنطن في العراق آنذاك، الذي أكد أن بعض المسؤولين العراقيين التقطوا صوراً بهواتفهم المحمولة خلال تنفيذ الحكم، رغم الحظر المفروض على ذلك.

وفي تفاصيل لافتة، أوردت البرقية أن المدعي العام العراقي منقذ الفرعون نقل عن أحد الحراس المرافقين لصدام قوله له قبل لحظات من الإعدام: “اذهب إلى جهنم”، كما أظهر الفيديو المسرب صدام حسين وهو يردد الشهادتين ويرفض وضع الكيس على رأسه، قائلاً: “لا حاجة لذلك”.

ورغم أن الولايات المتحدة وبريطانيا بررتا الغزو بضرورة إسقاط حكم “الدكتاتور” وملاحقة أسلحة الدمار الشامل، فإن الطريقة التي نُفذ بها الإعدام لم تكن مرضية حتى لواشنطن، التي أُصيبت – حسب البرقية – بصدمة من حجم التعاطف الشعبي مع صدام، لما بدا عليه من ثبات ورباطة جأش خلال لحظاته الأخيرة.

وقد خرج الأمين العام للأمم المتحدة حينها، بان كي مون، ليدين ما حدث، في وقت رأى فيه كثير من العراقيين أن مشهد الإعدام حمل طابعاً انتقامياً، واعتبروه إهانة وطنية لا تغتفر.

اترك تعليق