بقلم حسن النجار: سباق العروبة يشتعل على أمانة الجامعة
المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم | حسن النجار
دخلت المنطقة العربية في أجواء مشتعلة حول منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وسط صراع غير مُعلن رسميًا بين مصر والسعودية. فبينما ترددت أنباء عن ترشيح الدكتور مصطفى مدبولي من الجانب المصري، طُرح اسم عادل الجبير من الجانب السعودي،
وسط تساؤلات حول أحقية كل طرف بالمنصب. السعودية ترى أن من حقها خوض التجربة، خاصةً في ظل ما تقدمه من دعم مالي للجامعة، فيما لم يحظَ اسم مدبولي بارتياح واسع – لا في القاهرة ولا في الرياض – كما أظهرت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
الغريب أن الترشيحين لم يصدر بشأنهما إعلان رسمي حتى الآن، مما يطرح احتمال أن تكون الأسماء مجرد “بالونات اختبار” لجس نبض الرأي العام العربي، أو ربما تمهيدًا لتحركات رسمية خلال الأيام المقبلة.
فى خضم هذه المعركة، يبرز تساؤل مهم: ما جدوى هذا الصراع على منصب الأمين العام؟ وأين دور الجامعة العربية أساسًا؟ فقد تأسست الجامعة لتكون كيانًا إقليميًا يوحد الدول العربية في مجالات متعددة: اقتصادية، ثقافية، اجتماعية،
وصحية، مع مقرها الرئيسي في القاهرة. وقد لعبت أدوارًا مهمة تاريخيًا، كمحاولة حل أزمة لبنان في 1958، وصياغة اتفاقيات اقتصادية، وتنفيذ برامج لتطوير التعليم والثقافة وتعزيز دور المرأة والشباب.
لكن السؤال الجوهري يبقى: هل الأمر يتعلق بشخصية ذات كاريزما عربية جامعة مثل الأمير الحسن بن طلال أو الأخضر الإبراهيمي؟ أم أن الأمر محاولة لأول مرة لتولّي شخصية سعودية منصب الأمانة العامة منذ نشأة الجامعة؟
وبين غياب التوافق وغياب الدور الحقيقي للجامعة، يتجدد الجدل: هل حان وقت التغيير؟ أم أن الصراع على الكراسي ما يزال أقوى من طموحات الوحدة؟