ضربة أميركية لفوردو النووية.. تسوية وشيكة أم مواجهة شاملة؟
اخبار اعالم اليوم – كتبت | سحر ابراهيم
مع ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد، دوّى صوت تصعيد جديد في سماء الشرق الأوسط، بعدما شنّت الولايات المتحدة غارات جوية خاطفة على منشآت نووية إيرانية، كان أبرزها منشأة “فوردو” تحت الأرض، في عملية وُصفت بأنها من أخطر الضربات الأميركية ضد طهران منذ سنوات.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر الهجوم “ضربة وقائية” تهدف لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بينما تباينت التقديرات بشأن حجم الأضرار وردود الفعل المحتملة من الجانب الإيراني.
تسوية أم بداية صراع؟
المحلل السياسي عماد الدين أديب وصف الضربة بأنها قد تكون إما “خطوة أولى نحو تسوية دبلوماسية بضغط عسكري”، أو “مقدمة لانزلاق المنطقة نحو مواجهة مفتوحة يصعب احتواؤها”، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني سيتحدد وفق حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت المستهدفة.
رسائل واشنطن لطهران: لا نية لتغيير النظام
ووفقًا لمراسل “جريدة الوطن اليوم” في واشنطن، فإن الإدارة الأميركية بعثت رسائل دبلوماسية إلى طهران تؤكد فيها أن الضربة استهدفت البرنامج النووي فقط، دون نية لإسقاط النظام. محاولة واضحة من واشنطن لاحتواء التصعيد وتفادي رد عسكري مباشر.
لكن التلفزيون الإيراني الرسمي رد بتصعيد كلامي، معلنًا أن “كل جندي أو مواطن أميركي في المنطقة أصبح هدفًا مشروعًا”، ما يعكس حجم التوتر الذي خلفته الضربة.
رؤية أميركية: ردع لا إسقاط
المسؤول الأميركي السابق جيفري لورد، وفي تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أكد أن الضربة جاءت بعد استنفاد جميع المسارات الدبلوماسية، وتهدف فقط إلى “ردع إيران عن تطوير سلاح نووي”، مستبعدًا أن يكون الهدف هو استهداف النظام السياسي الإيراني نفسه.
إسرائيل في حالة تأهب… ورد إيراني وشيك؟
من القدس، نقل مراسل “سكاي نيوز عربية” أن إسرائيل كانت مطّلعة مسبقًا على خطة الضربة وشاركت في تنسيقها عبر مجلسها الأمني المصغر. وسارعت السلطات الإسرائيلية إلى رفع حالة التأهب وتعليق الدراسة في بعض المناطق، تحسبًا لأي رد محتمل من إيران أو حلفائها في المنطقة.
هل تحسم الضربة قواعد الاشتباك؟
يرى بعض المراقبين أن الضربة تحمل أبعادًا تتجاوز الردع العسكري، وقد تكون محاولة لإعادة رسم قواعد اللعبة في الشرق الأوسط. بينما حذر محللون من أن الردود الانفعالية قد تؤدي إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، خصوصًا في ظل استنفار الفصائل المسلحة الموالية لطهران في العراق وسوريا ولبنان.
عودة إلى التفاوض؟
ورغم سخونة المشهد، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد كلش أن إيران غالبًا ما تُبقي قنوات الحوار مفتوحة، وتستغل التفاوض كأداة ضغط. ولا يُستبعد أن تحاول القوى الأوروبية إعادة إطلاق جهود الوساطة، رغم تعثرها منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.
خاتمة مفتوحة على كل الاحتمالا
ما بين رغبة واشنطن في فرض واقع جديد دون خوض حرب، وإصرار طهران على الرد دون نسف فرص التفاوض، تبقى المنطقة على صفيح ساخن. وما إذا كانت هذه الضربة ستفتح بابًا لحل دبلوماسي أم تُشعل شرارة تصعيد طويل الأمد، فذلك ما ستكشفه تطورات الساعات المقبلة.