بقلم حسن النجار : رضا المواطن هو درع الدولة الأول ضد الأخطار 

بقلم حسن النجار   

مهمة أي حكومة ناجحة هي الارتقاء بجودة حياة مواطنيها على كل المستويات: المعيشية، والتعليمية، والصحية، والاجتماعية، وذلك من خلال تبني سياسات واضحة وأفكار مبتكرة تؤدي إلى تحقيق رضا المواطن،

الذي يُعد المؤشر الحقيقي لقوة أي حكومة وفاعليتها. فكل الإجراءات والتصريحات تفقد قيمتها ما لم يشعر المواطن بثمارها في حياته اليومية.

في ظل ما تواجهه الدولة المصرية من تحديات ومخاطر، وسط إقليم يموج بالاضطرابات والصراعات، تبرز أهمية تقوية الجبهة الداخلية التي تبدأ من وعي المواطن،

ولا تكتمل إلا بوعي الحكومة بأهمية دوره وثقته في مؤسسات بلاده. فبناء الإنسان معرفيًا، وثقافيًا، وإبداعيًا، هو مفتاح التنمية المستدامة وشرط أساس لتحقيق الطفرات المنشودة في مختلف القطاعات، من الصناعة والزراعة، إلى التكنولوجيا والعمران.

القدرة العسكرية للدولة تظل ركيزة لا غنى عنها، لكنها لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار بمفردها، ما لم تسندها جبهة داخلية قوية ومتماسكة يشعر فيها المواطن بأنه محور اهتمام الدولة وهدفها الأول.

ويأتي ذلك من خلال الإصلاح الإداري الشامل، وتعزيز الشفافية، وتفعيل نظم المتابعة والتقييم والرقابة، بما يكرس العدالة ويضمن تكافؤ الفرص لجميع المصريين دون تمييز.

إن تحقيق العدالة الاجتماعية ليس شعارًا يُرفع، بل هو التزام يجب أن يُترجم إلى سياسات وإجراءات تضمن الحقوق، وتوفر فرص الحياة الكريمة لكل مواطن، وهو ما يعزز الانتماء الوطني ويقوي تماسك النسيج المجتمعي.

ورغم التحديات الإقليمية والدولية، فإن الرهان الحقيقي يظل على وعي الشعب، وإصراره على التماسك، وقدرة الدولة على تحقيق التنمية المستدامة التي بدأت تؤتي ثمارها.

إن شعور الحكومة بمسؤوليتها تجاه المواطن، وسعيها الدائم للارتقاء بحياته، يمثل أقوى حصانة للأمن القومي، وأهم ضمانة لعبور الأزمات بأمان.

حفظ الله مصر وشعبها العظيم.