الدبابات الإسرائيلية تتوغل في غزة من عدة محاور.. ونتنياهو يتوعد بـ”مفاجآت” عسكرية جديدة

تقارير عالمية – كتب | محمد حجازى
تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، حيث أفاد مراسلو قناتي “العربية” و”الحدث” بتقدم الدبابات الإسرائيلية من عدة محاور، أبرزها حي الشيخ رضوان ومنطقة أبراج المخابرات شمال غربي مدينة غزة.
وجاء هذا التقدم متزامنًا مع غارات عنيفة هزّت أرجاء المدينة، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص جراء قصف استهدف خيمة نازحين في مخيم الشاطئ غرب غزة،
في حين استهدفت غارات أخرى منازل الفلسطينيين وخيام النازحين في شمال وغرب القطاع، مما زاد من موجات النزوح نحو المناطق الجنوبية.
وبحسب شهود عيان، ما زالت عشرات العائلات الفلسطينية عالقة على شارع الرشيد وسط القطاع، بسبب الازدحام الحاد وغياب وسائل النقل الكافية، ما أجبر الكثيرين على المبيت في العراء.
وفي السياق نفسه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش بات في “مرحلة الحسم” في غزة، مشيرًا إلى أن كثافة النيران المستخدمة “غير مسبوقة”.
وأضاف أن إسرائيل اعتمدت أسلوبًا جديدًا يقوم على السيطرة الميدانية وتدمير البنية التحتية لحركة حماس فوق الأرض وتحتها، مشددًا على أن انهيار الأبراج السكنية الشاهقة يعد من أكثر ما يؤلم الحركة.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوجه تحذيرًا لمقاتلي حماس من استخدام الأسرى كدروع بشرية، ملوحًا بأنه سيلاحق الحركة حتى نهايتها إذا أقدمت على ذلك. وأضاف أن هناك “مفاجآت عسكرية” ستكشفها إسرائيل في الوقت المناسب.
من جانبها، ردت حركة حماس بتحذير إسرائيل من الدخول في “حرب استنزاف قاسية”، مؤكدة أن عملياتها ستتصاعد وأن خسائر إسرائيل في القتلى والأسرى مرشحة للزيادة. وكشفت الحركة في بيان أن مقاتليها تلقوا تدريبات على زرع العبوات الناسفة داخل آليات الجيش الإسرائيلي،
مؤكدة أن الجرافات العسكرية ستكون أهدافًا مباشرة لعملياتها، فيما أشارت إلى أن الأسرى الإسرائيليين “موزعون في أحياء مختلفة داخل مدينة غزة”، محذرة من أنهم لن يكونوا في مأمن إذا واصل نتنياهو هجماته.
وعلى الصعيد الدولي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة،
وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين لدى حماس والفصائل الأخرى. ويُعد هذا سادس استخدام للفيتو الأميركي منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين.
في المقابل، اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب عقب هجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة الصادرة في نهاية أغسطس (آب)، ما يزال نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، بينما تؤكد إسرائيل أن نحو 350 ألفًا فقط غادروا المنطقة. ويواكب هذا التصعيد العسكري إدانات دولية واسعة، إلى جانب انتقادات داخل إسرائيل نفسها، حيث يزداد القلق الشعبي على مصير الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
وكان هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 قد أسفر عن مقتل 1219 شخصًا، بحسب أرقام رسمية إسرائيلية، في حين تجاوز عدد ضحايا الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة 65 ألف شهيد، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.
📰 جريدة الوطن اليوم: صحيفة مصرية يومية مستقلة، تهتم بتغطية الأخبار المحلية والعربية والدولية، وتقدم تحليلات معمقة وتقارير حصرية حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع الالتزام بالموضوعية والمصداقية في نقل الأحداث.