بقلم حسن النجار : مصر تحفظ السلام وتردع العدوان
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير موقع الوطن اليوم وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية

بقلم | حسن النجار
تساؤلات عديدة ترددت في الأشهر الأخيرة مع تصاعد الأحداث بالمنطقة، خاصة في ظل حرب الإبادة الصهيونية على غزة، ومحاولات إسرائيل تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. لكن الموقف المصري كان واضحًا وحاسمًا:
الاقتراب من الأراضي أو الحدود المصرية خط أحمر، وتجاوزه يعني اندلاع حرب شاملة. وعلى مدار عامين كاملين فشلت تل أبيب في تحقيق أي نجاح يُذكر، وانهارت أوهام التهجير وسط عزلة دولية، وانقسامات داخلية، وانهيار معنويات جيش الاحتلال، وخسائر اقتصادية هائلة.
السؤال الذي يتردد على ألسنة النخب والمواطنين البسطاء: هل اقتربت الحرب بين مصر وإسرائيل؟ ومتى يمكن أن تتدخل مصر عسكريًا؟ الرئيس عبد الفتاح السيسي أجاب بوضوح خلال زيارته للأكاديمية العسكرية المصرية:
السلام خيار استراتيجي لمصر، لكنه سلام الأقوياء الذي فُرض منذ أكثر من أربعة عقود. وأكد أن مصر لن تدخل حربًا إلا إذا فُرضت عليها وجرى تهديد أمنها القومي أو سيادتها بشكل مباشر.
الحرب ليست نزهة ولا قرارًا عاطفيًا؛ فإدارة الدول لا تُبنى على الانفعال بل على حسابات دقيقة ورؤية استراتيجية. ما يحسب للرئيس السيسي أنه رغم المخاطر والتهديدات الإقليمية، أبقى مصر آمنة مستقرة بعيدًا عن الفوضى والحروب التي عصفت بدول الجوار، وذلك بفضل قيادته الحكيمة،
وجيش وطني قوي يعد من أقوى جيوش المنطقة بعد تطوير شامل وتحديث متواصل. ومع ذلك، فإن مهمة الجيش المصري ليست خوض مغامرات بل حماية الوطن وردع المعتدين، فالقوة التي تملكها مصر تحافظ على السلام وتمنع الحرب.
وقد لخّص الرئيس هذا المعنى بقوله: *”نحن مسالمون صحيح، لكن لا أحد يستطيع أن يؤذي مصر… واللي عاوز يجرب يجرب.”* فالردع ليس بالرصاص وحده، بل بالقدرة على فرض الإرادة عبر السياسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية.
الرسالة الثانية المهمة في حديث الرئيس كانت تأكيده على دور الإعلام، والمسجد، والكنيسة في بناء الوعي ودعم الاصطفاف الوطني.
فالإعلام لم يعد مجرد وسيلة ترفيه بل سلاح خطير يُستخدم إما لحماية الأوطان أو هدمها، وهو ما يفرض ضرورة تحصين وعي الشعب، خاصة الشباب،
ضد حملات التضليل والتحريض. وهنا تبرز خطبة الجمعة وعظة الأحد كأكبر منصتين جماهيريتين يمكن استثمارهما في حماية العقول المصرية وتحصينها من التحديات.
إن مصر لا تبحث عن حرب، لكنها تملك من القوة ما يجعلها قادرة على ردع أي تهديد وحماية أمنها القومي. فالسلام خيار استراتيجي، لكن القوة الرادعة هي التي تضمن استمراره.
حفظ الله مصر حفظ الله الجيش المصري حفظ الله الوطن بقيادته الحكيمة