الشؤون السياسية الدولية – كتب | حسن النجار
انطلقت مساء اليوم الاثنين قمة السلام من أجل غزة بمدينة شرم الشيخ برئاسة الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب، بمشاركة أكثر من عشرين دولة إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وافتتح الرئيس ترامب القمة بكلمة شكر فيها الزعماء المشاركين، أعقبها توقيع الولايات المتحدة والدول الوسيطة على وثيقة شاملة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأشاد الرئيس السيسي بجهود ترامب “الشجاعة” التي أسهمت في إنجاز الاتفاق، مؤكدًا أن ما تحقق يفتح الباب أمام عهد جديد من السلام في الشرق الأوسط، معلنًا أن مصر ستستضيف مؤتمرًا لإعادة الإعمار والتنمية في غزة.
وأكد السيسي أن خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني يجب أن ينعم بدولته المستقلة، وأن السلام لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط، بل من خلال حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لترسيخ السلام.
وأضاف أن اتفاق غزة يمهد الطريق لشرق أوسط جديد، معتبرًا أن هذه “الفرصة ربما تكون الأخيرة لتحقيق سلام دائم في المنطقة”، ومعلنًا عزمه وضع الأسس للمضي قدمًا في إعمار غزة، مقدرًا في الوقت ذاته جهود الرئيس ترامب لاستعادة الحياة في القطاع.
واختتم السيسي كلمته بالإعلان عن منح الرئيس الأميركي قلادة النيل، أرفع الأوسمة المصرية، تقديرًا لجهوده من أجل السلام. وكان السيسي قد استقبل ترامب في مطار شرم الشيخ،
حيث وصل الرئيس الأميركي متأخرًا ثلاث ساعات عن موعده المعلن قادمًا من إسرائيل بعد زيارة قصيرة ألقى خلالها خطابًا أمام الكنيست تحدث فيه عن نهاية “الكابوس المؤلم” للإسرائيليين والفلسطينيين.
وعقد الرئيس المصري اجتماعًا تنسيقيًا قبيل القمة ضم عددًا من القادة المشاركين، بينهم ملك الأردن، ورئيسا فرنسا وتركيا، وأمير قطر، والمستشار الألماني، ورؤساء وزراء إيطاليا وبريطانيا وكندا، ووزير خارجية السعودية، لبحث آليات تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة وجهود إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية.
وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا ستوقع وثيقة ضمانات لاتفاق وقف النار خلال القمة. فيما أعلنت إسرائيل وحركة حماس عدم مشاركتهما في أعمال القمة،
رغم تأكيد الرئاسة المصرية في وقت سابق مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حين أجرى بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية مع الرئيس السيسي بحضور ترامب.
ووصف الرئيس الأميركي اتفاق غزة بأنه “قد يكون أعظم إنجازاته”، مشيرًا إلى أن قائمة الحضور في قمة شرم الشيخ تؤكد أن العالم متحد بشأن خطة السلام.
وستتناول القمة مستقبل حكم قطاع غزة بعد حرب مدمرة استمرت عامين وأسفرت عن مقتل نحو 68 ألف شخص في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال، بينما بلغ عدد القتلى في إسرائيل 1219 شخصًا وفق الإحصاءات الرسمية.
