لقاء بوتين والشرع في موسكو يبحث الضمانات والعلاقات العسكرية والاقتصادية

كتب | محمد حجازى
بعد مباحثات مطوّلة استمرت ساعتين ونصف في الكرملين بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري أحمد الشرع، كُشفت بعض التفاصيل حول اللقاء الذي عُقد للمرة الأولى بين الجانبين.
ضمانات من موسكو
أكدت مصادر سورية أن الوفد السوري الذي وصل إلى روسيا سعى للحصول على ضمانات من موسكو بعدم إعادة تسليح بقايا قوات النظام السابق، إلى جانب طلب مساعدة روسية في إعادة بناء الجيش السوري الجديد، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع طرح على بوتين فكرة إعادة نشر الشرطة الروسية لمنع أي خروقات جديدة من الجيش الإسرائيلي.
من جانبه، أوضح الكرملين أن ملف القواعد العسكرية الروسية في سوريا شكّل محوراً رئيسياً في المباحثات، حيث تم تناول مستقبل قاعدتي حميميم الجوية في اللاذقية وطرطوس البحرية على الساحل السوري، إضافة إلى الوجود العسكري الروسي في مطار القامشلي شمال شرق البلاد.
الشرع لـ بوتين: نريد ربط العلاقات بين سوريا وروسيا
شملت المباحثات أيضاً الجوانب الاقتصادية، إذ يسعى الشرع للحصول على دعم روسي مباشر يشمل استئناف توريد القمح بشروط ميسّرة وتعويضات عن أضرار الحرب، بحسب “رويترز”.
وفي سياق متصل، صرّح ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، الأربعاء، بأن المسؤولين الروس والسوريين ناقشوا التعاون في مجال الطاقة خلال اجتماع موسكو، بما في ذلك مشروعات النفط في سوريا، مشيراً إلى أن نقص النفط يمثل تحدياً كبيراً أمام جهود إعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية السورية بعد سنوات من الصراع.
وجاءت هذه التصريحات عقب وصول الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، إلى الكرملين في أول زيارة رسمية له إلى موسكو منذ توليه السلطة،
حيث أكد بوتين خلال اللقاء على العلاقات التاريخية مع سوريا، مشدداً على أن مصلحة الشعب السوري كانت وما زالت الدافع الرئيسي لمواقف موسكو، وأن التواصل بين البلدين سيستمر عبر وزارتي الخارجية.
من جانبه، عبّر الشرع عن تقديره للعلاقات التاريخية بين البلدين، مؤكداً أن دمشق تسعى لربط العلاقات مع موسكو وتعزيزها.
أول زيارة رسمية
يُذكر أن الشرع أكد مراراً أن سوريا لن تكون مصدر إزعاج لأي طرف، وستحافظ على علاقات متوازنة مع الجميع، مشدداً على أن بلاده ستسلك الطرق القانونية لمحاسبة رئيس النظام السابق بشار الأسد، دون الدخول في صراع مكلف مع روسيا التي تستضيفه.
وأوضح الشرع أن أي مواجهة مع موسكو في الوقت الراهن ستكون مكلفة للغاية ولن تصب في مصلحة سوريا.
وتعد هذه الزيارة الأولى للرئيس السوري أحمد الشرع إلى روسيا منذ الإطاحة بالنظام السابق العام الماضي، فيما منحت موسكو الرئيس السابق بشار الأسد لجوءاً إنسانياً منذ ذلك الحين، ولم يظهر في أي مكان بالعاصمة الروسية.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا تمتلك قاعدتين عسكريتين رئيسيتين في سوريا، هما قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية، وقاعدة طرطوس البحرية على الساحل السوري.