الرئيس السيسي يفتتح المتحف المصري الكبير: إنجاز حضاري عالمي يجسد عبقرية الإنسان المصري

كتب | حسن النجار 

رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بضيوف مصر خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، قائلاً:
“السيدات والسادة، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي، ضيوف مصر الكرام، الشعب المصري العظيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

وأضاف الرئيس السيسي:
“أستهل كلمتي بالترحيب بحضراتكم على أرض مصر، أقدم دولة عرفها التاريخ، هنا حيث خطت الحضارة أول حروفها، وشهدت الدنيا ميلاد الفن والفكر والكتابة والعقيدة.

لقد ألهمت مصر القديمة شعوب الأرض كافة، ومن ضفاف النيل انطلقت أنوار الحكمة لتضيء طريق الحضارة والتقدم الإنساني، مؤكدة أن صروح الحضارة تُبنى في أوقات السلام، وتزدهر بروح التعاون بين الشعوب”.

وأوضح الرئيس السيسي أن افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم يمثل فصلاً جديداً في مسيرة الحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، هي حضارة مصر الخالدة.

وأكد أن هذا الصرح العظيم ليس مجرد مكان لحفظ الآثار، بل هو شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري الذي شيد الأهرامات ونقش الخلود على جدران التاريخ، معبراً عن قصة وطن ضارب بجذوره في عمق التاريخ الإنساني.

كما شدد الرئيس السيسي على أن هذا الإنجاز التاريخي جاء ثمرة تعاون دولي واسع مع عدد من المؤسسات والشركات العالمية، مثمناً الدعم الكبير من دولة اليابان الصديقة لهذا المشروع الحضاري العملاق،

ومعرباً عن تقديره لجهود المسؤولين والمهندسين والباحثين والأثريين والفنيين والعمال الذين بذلوا جهداً عظيماً لتحقيق هذا الإنجاز الفريد.

وأكد الرئيس السيسي أن المتحف المصري الكبير يعكس روح الإنسان المصري الدؤوب والبناء، رمز الحضارة وصانع المجد وحامل راية المعرفة، وأن مصر كانت وستظل واحةً للاستقرار وملتقىً للثقافات وحافظةً للتراث الإنساني.

واختتم الرئيس السيسي كلمته بتجديد الترحيب بالضيوف قائلاً:
“أدعوكم للاستمتاع بهذه الاحتفالية الفريدة، ولنجعل من هذا المتحف منبراً للحوار ومقصداً للمعرفة ومنارة لكل من يؤمن بقيمة الإنسان والحياة”.

ويشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يُعد حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، بمشاركة 79 وفداً رسمياً، بينهم 39 وفداً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، في حضور يعكس الاهتمام الدولي الكبير بالحضارة المصرية ودورها الثقافي والإنساني المتفرد.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن هذا الحضور العالمي غير المسبوق يعكس تقدير المجتمع الدولي لرؤية الدولة المصرية في الربط بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر وازدهار المستقبل، وتأكيداً لمكانة مصر كجسر حضاري يربط شعوب العالم المحبة للثقافة والسلام.

مساحة وتصميم المتحف المصري الكبير
يقع المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع، أي ضعف مساحة متحف اللوفر الفرنسي، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل 7,000 عام من التاريخ المصري، من بينها 20 ألف قطعة تُعرض لأول مرة.

ويتميز تصميمه الهندسي المثلث الشكل المواجه لأهرامات الجيزة، بواجهة من الحجر الجيري الشفاف والألباستر المصري، تتوسطها تمثال رمسيس الثاني البالغ ارتفاعه 12 متراً ووزنه 83 طناً.

كما يضم المتحف المسلة المعلقة، والدرج الكبير، وقاعات عرض تمتد على مساحة 18 ألف م²، إضافة إلى قاعة مخصصة لمراكب الشمس، ومركز ترميم يُعد الأكبر في الشرق الأوسط بمساحة 12,300 م² تحت الأرض، ومخازن أثرية تستوعب حتى 50 ألف قطعة.