كتبت | هند مختار العربي
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية ضمان نزاهة المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، مشددًا على استقلالية الهيئة الوطنية للانتخابات، وضرورة التعامل بشفافية مع الطعون والخلافات، مع الإشارة لإمكانية إعادة المرحلة إذا اقتضت الحاجة لضمان الالتزام بالقواعد القانونية والديمقراطية.
وأشاد عدد من خبراء النظم السياسية ببيان الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، معتبرين أنه يمثل لحظة مفصلية تعكس حرص الدولة على صون نزاهة العملية الانتخابية وتعزيز استقلال الهيئات المكلفة بإدارتها.
قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، أستاذ النظم السياسية، إن بيان الرئيس يُعد لحظة فارقة، كاشفًا حجم القصور خلال المرحلة الحالية، ومشيرًا إلى أن توجيه الرئيس بشأن حسم الخلافات والطعون، والتلميح بإمكانية إلغاء المرحلة بالكامل، ليس مجرد تصريح عابر، بل إشارة سياسية قوية.
وأضاف ربيع أن البيان يعكس إدراك القيادة السياسية للدور المحدود الذي مارسته الهيئة، مطالبًا بإدارة المواقف بحسم وشفافية. وأوضح أن هناك مظاهر خلل ظهرت في الانتخابات، مثل ترتيب بعض المرشحين في أوراق الاقتراع بشكل غير عادل،
وبيع حصص في القوائم الوطنية، وتوريث المقاعد عبر دفع أقارب النواب في مقاعد الاحتياطي، والتوسع في توزيع المرشحين على محافظات غير مرتبطة بهم، مما يقلل من التمثيل الحقيقي للمواطنين.
ومن جانبة أشار المفكر السياسي حسن النجار، رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم، إلى أن بيان الرئيس يؤكد التزام الدولة بتعزيز الديمقراطية واستقلال المؤسسات الانتخابية، وأن الهيئة الوطنية للانتخابات تتمتع بالاستقلالية الكاملة لإدارة العملية الانتخابية من البداية حتى إعلان النتائج، وفق أعلى المعايير القانونية والمهنية.
وأوضح النجار أن توقيت البيان منح دفعة قوية لكل الأطراف السياسية للتعامل بمسؤولية مع المرحلة الانتخابية المقبلة، مشددًا على أهمية تكافؤ الفرص بين المرشحين، وضبط أدوات الدعاية، وتعزيز الشفافية داخل اللجان الانتخابية، بما يضمن أن صوت المواطن مؤثر في رسم الخريطة السياسية للبلاد.
وأكد أن الهيئة الوطنية للانتخابات تشكل حجر الزاوية لأي عملية انتخابية ناجحة، لما تمتلكه من صلاحيات إشرافية كاملة، تشمل فحص الطعون والتحقيق في المخالفات وإعلان النتائج النهائية، لتكون الضمانة الأساسية لنزاهة الاستحقاقات.
وشدد ربيع على أن توجيهات الرئيس تهدف إلى بناء منظومة انتخابية قوية تحمي إرادة الناخبين، داعيًا القوى السياسية للاستعداد الجاد للمرحلة المقبلة من خلال تقديم برامج عملية ووجوه قادرة على تمثيل الشعب بكفاءة، مؤكدًا أن نجاح التجربة الديمقراطية في مصر يبدأ من انتخابات شفافة ومؤسسات مستقلة.
