بقلم حسن النجار: انتخابات الطلاب الجامعية تبحث عن ديمقراطية حقيقية غير انتخابات النواب  

بقلم | حسن النجار  

نعيش عامًا انتخابيًا مكثفًا يشمل انتخابات مجلس الشيوخ والنواب والاتحادات الطلابية، لكنّ المفارقة الواضحة أن لدينا شكلًا ديمقراطيًا للحياة السياسية دون مضمون ديمقراطي حقيقي. فقد شهدت الانتخابات البرلمانية الأخيرة ممارسات مؤلمة،  

بدءًا من العبث السياسى وصولًا إلى نفوذ المال الذى شوّه التجربة، وانتهت المرحلتان دون أن نرى نموذجًا يُحتذى به أمام شباب الجامعات خلال انتخاباتهم المرتقبة — لولا تدخل الرئيس لحماية نزاهة العملية. 

ومع اقتراب انطلاق انتخابات الاتحادات الطلابية بالفصل الدراسى الأول، بدأت وزارة التعليم العالى إعداد الجدول الزمنى لاعتماد ماراثون الانتخابات. ونأمل أن تُجرى هذه الانتخابات فى مناخ ديمقراطى خالص،  

بعيدًا عن أى تدخلات أو ضغوط، فهؤلاء الطلاب هم مستقبل الوطن، ونتائجهم لا تؤثر على المشهد العام بقدر ما تصنع القدوة وتشجع الشباب على خوض التجربة الانتخابية بثقة ودون ترهيب أو إغراءات أو تدخلات مالية تفسد الوعى السياسى. 

وتنص اللائحة الإدارية المنظمة لاتحادات الطلاب على إجراء الانتخابات بعد مرور شهر من بدء الفصل الدراسى الأول، وهو ما يضع الجامعات على أعتاب انطلاق السباق الانتخابى قريبًا.  

فقد لعبت الاتحادات الطلابية فى السبعينيات دورًا محوريًا فى تشكيل وعى سياسى وجماهيرى، وشجّعت أجيالًا كاملة على المشاركة فى الحياة الحزبية والبرلمانية، حتى أصبحت الجامعات مصنعًا حقيقيًا للقيادات المستقبلية. 

وتتشابه الانتخابات الطلابية مع البرلمانية فى جوهرها وإن اختلفت فى طبيعتها، إذ يتميز المجتمع الطلابى بالوعى والثقافة ورفض التدخلات أو الرشاوى، كما يسهل ضبطها تنظيميًا. وقد حددت المادة 15 من اللائحة شروط الترشح،

ومنها: أن يكون الطالب مصرى الجنسية، حسن السيرة، غير راسب فى أكثر من مقررين (بالنظام الساعات المعتمدة)، وأن يمتلك نشاطًا طلابيًا موثقًا، وألا يكون قد تعرض لجزاءات تأديبية سابقة. 

باختصار، تمثل انتخابات الاتحادات الطلابية نموذجًا مثاليًا لمنظومة انتخابية نزيهة داخل الجامعات، تكرس الشفافية والمسؤولية وتُبعد أصحاب السوابق والجزاءات، لتبقى التجربة الطلابية هى الأكثر قدرة على صناعة مستقبل ديمقراطى حقيقى. 

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري ورحم الله شهدائنا الابرار