يتساءل البعض .. كيف وصل الصاروخ لمقر إقامه اسماعيل هنية .. هذا اخترقاً واضحاً للوضع الأمني في إيران
كتب| محمد حجازى
شكلت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، خرقاً واضحاً للوضع الأمني في إيران، لا سيما في ظل إجراءات مشددة رافقت عملية تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وقُتل هنية في هجوم بصاروخ موجه، فجر أمس الأربعاء، استهدف مقر إقامته في طهران التي كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
لكن كيف مر هذا الصاروخ من أنظمة إيران الدفاعية، وكيف وصل لمقر إقامة هنية دون اعتراض من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية؟
قصور أمني
فقد أوضح الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري، أحمد ثروت لـ” جريدة الوطن اليوم ” أن هنية قُتل في طهران باستخدام صاروخ تابع لإسرائيل، بحسب ما أعلنته إذاعة إسرائيل، وهو ما يعني أن هناك قصوراً أمنياً وخرقاً واضحاً من جانب الأجهزة الأمنية الإيرانية.
وأضاف أن ذلك يظهر “ضعفاً في رادارات وأنظمة دفاعات طهـران نفسها التي لم تكتشف مرور الصاروخ ولا إطلاقه ولا خط سيره ولا مكان إطلاقه”
كذلك قال الخبير المصري إن ما حدث لهنية وفي قلب طهران يشير بتهديد مماثل لقادة الحرس الثوري الذين يمكن اصطيادهم بنفس الطريقة وفي أماكنهم واستهدافهم بسهولة.
وتساءل “طالما الأمر هكذا وهناك قصور أمني واضح فلماذا لم يستهدف الإسرائيليون أعضاء الحرس داخل طهـران نفسها عند تهديدهم لأمن واستقرار تل أبيب؟”.
“مكان هنية كان معروفاً”
إلى ذلك شكك الخبير المصري في ردة الفعل الإيراني بعد حادث هنية، مؤكداً أن طهران لم تنتقم حتى الآن لحادث اغتيال قاسم سليماني ولا قادة الحرس الثوري ولا محسن فخري زادة صانع القنبلة النووية وكبير علماء الذرة الذي اغتيل في قلب طهران.
وأضاف أن هنية قتل في غرفة نومه وهو ما يعني أن مكانه كان معروفا وبوضوح وبإحداثيات دقيقة لمن اغتالوه وأصابوه إصابات مباشرة دون مرافقيه ومن كانوا برفقته في نفس المكان.
وتابع قائلاً “إذا عدنا بالزمن سنجد أن إسرائيل تستهدف قادة حماس منذ سنوات طويلة بعد انتهاء أدوارهم، فقد اغتالت مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين،
ومن بعده الرنتيسي والعديد من القيادات، لذا كان يتوجب من الجانب الإيراني حماية أكبر لهنية الذي كان متواجداً بطهران للمشاركة في حفل التنصيب”.
ضربة لحماس وإيران
وأكد أن تأمين ضيوف الحفل واجب دبلوماسي محتم على الدولة الإيرانية، لهذا كان يجب أن يكون أمرًا استراتيجياً لطهران وله أولوية قصوى واستنفار كامل لما يمثله من أهمية كبرى لدى الحرس الثوري كأحد أذرعها العسكرية بالمنطقة.
وأوضح الخبير المصري أن الحادث كان ضربة لحماس وإيران معاً وفي عملية واحدة بها رسالة إسرائيلية لحماس وإيران بل وكل وكلاء وأذرع طهران مفادها: لستم في مأمن من أسلحتنا إذا تعارضت سياستكم مع مصلحتنا حتى وإن كنتم في طهران.
يذكر أن حركة حماس أعلنت اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في غارة جوية إسرائيلية بطهران، حيث كان هنية يحضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
فيما لم تعلن إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن اغتيال هنية، الذي يأتي بعد نحو 10 أشهر من بدء الحرب الوحشية في غزة، كما يتزامن مع ضغط وسطاء دوليين، على رأسهم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.