بقلم حسن النجار.. يجب أن نهتم بإمكانيات وميول الأبناء حتى يكونوا أهلا للمسؤولية؟
بقلم | حسن النجار
حكمة عظيمة بالغة المعنى والقيمة “إبن ابنك ، ولا تبن لابنك” ، لا أدرى إن كانت هذه العبارة حكمة أو قولا مأثورا أو حتى مثلاً شعبيا ،
وإن كنت أراها حكمة عظيمة بالغة المعنى والقيمة إذا أردنا أن ننشىء جيلا مفيداً قادراً على تحمل المسؤولية وقيادة دفة البلاد فى المستقبل القريب والبعيد أيضا.
أقول ذلك بمناسبة تأهب واستعداد ملايين الأسر لتلقي نتائج أبنائهم في شهادة الثانوية العامة وما يصاحب ذلك من تباين في المشاعر والأحاسيس وفقاً لنتيجة ومجموع كل طالب ، والكل يتمنى أن يلتحق إبنه أو ابنته بإحدى كليات القمة ،
حتى ولو لم يكن مؤهلاً لها أو ربما تكون هذه الكلية غير محببة إليه أو يرغب هو في الالتحاق بكلية أخرى تخالف رغبة أو طموح الأسرة.
نعم كلنا يحلم ويتمنى أن يرى ابنه أو ابنته في أفضل مكان ومكانة ، ولكن هذا ليس بدخول كليات القمة فقط ، بل يجب أن نهتم بإمكانيات وميول الأبناء حتى يكونوا أهلا للمسؤولية وأسوياء نفسياً واجتماعياً.
على الجانب الآخر هناك الكثيرون منا يهتمون ببناء وتشييد الشقق والعمارات لأبنائهم وكذلك توفير رصيد كاف لهم في البنوك لتأمين مستقبلهم على حد زعمهم متناسين أن المستقبل بيد الله سبحانه وتعالى ،
ولن ابالغ إذا قلت يستوي في ذلك الغنى والفقير وإن اختلفت الطرق والأساليب في بناء العقارات وجمع الأموال ، صحيح علينا الأخذ بالاسباب ، ولكن الأسباب هنا غير قاصرة فقط على بناء العقارات وجمع الأموال ،
فالأهم هو بناء الإنسان نفسه وهذا ما أشارت إليه العبارة أو الحكمة التى جاءت في مطلع المقال ، وبناء الأبناء يكون من خلال التعليم الجيد والتربية الحسنة وقبل ذلك كله القرب من الله ومعرفة صحيح الدين ،
كل حسب ديانته فجميع الأديان وفي القلب منها الإسلام تدعو إلى الفضيلة وإذا التزمنا بها في حياتنا كانت نبراسا وطوق نجاة لنا في الدنيا والآخرة ،
علاوة على كونها تسهم بشكل كبير في وجود أجيال قادرة على تحمل المسؤولية نافعة للنفس والأهل والوطن أيضاً .
وختاما أقول لابنائى خريجى الثانوية العامة أنكم فعلتم ما فى وسعكم والنتيجة ليست نهاية الكون ولكنها خطوة نبنى عليها للمستقبل لذا عليكم اختيار الكليات التى تتفق مع مهاراتكم بعيدا عن أية حسابات غير واقعية ولا تتفق مع سوق العمل فى الجمهورية الجديدة التى فتحت آفاقا لفرص عمل مختلفة فى مجالات عدة واعدة.