بقلم حسن النجار.. الرئيس السيسي في القمة العربية.. من يقدم الجهود والمساعي والمبادرات من أجل إنهاء الأزمة..  له الشكر الجزيل.. ومن يرسخ لفكرة حل الدولتين سوف يصبح موقفه مشرفًا 

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية

0
 أعمال القمة العربية غير العادية برئاسة  الرئيس عبد الفتاح السيسى
أعمال القمة العربية غير العادية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى
المفكر السياسي حسن النجار
المفكر السياسي حسن النجار

بقلم | حسن النجار  

عبر فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية للقمة العربية الطارئة بالقاهرة، على ما يشعر به الجميع، تجاه الواقع المعاش؛ حيث وصفه بأنه مؤلم، وهذا لعموم الظلم الذي ساد تلك المرحلة،  

وأصبحت الشعوب تدفع الثمن من دمائها، وأمنها، واستقرارها، بل بات التهجير شعار المرحلة، يلوح به؛ لمزيد من العقاب لتلك الشعوب، الراغبة في نيل حقوقها، في ضوء ما نصت عليه تعاليم السماء، وما اقرته دساتير الشعوب، وما تتغنى به منظمات حقوق الإنسان، التي ضلت الطريق بشأن قضايا بعينها.  

أكد الرئيس السيسي على أن ما نمر به من تحديات غير مسبوقة، تشكل تهديدًا حقيقيًا لمرتكزات الأمن القومي العربي قاطبة؛ ومن ثم جاء الرفض التام والقاطع، لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين،  

أصحاب الأرض والتاريخ، والذين تحملوا على مر عقود متوالية، مرارة العيش، والتضييق، والقتل، وشتى الممارسات العدائية التي توصف بأنها ضد الإنسانية، من قبل الكيان الصهيوني.  

باتت القناعة تامة، حول خطورة ما يمر به العالم من غياب للضمير الجامع، الذي يغض الطرف تمامًا عن حق الشعوب في استيطان أراضيها،  

وهذا لا تنساه سطور التاريخ؛ حيث إن تداعياته سوف تؤدي كما وصف الرئيس بدقة،  

لمزيد من الكراهية، وإرث من تعزيز ماهية الانتقام، وانحدار للإنسانية بكل ما تحمله من معان؛ فما أصعب من ظلم، وغياب للعدالة، وتكريس لسياسات القهر والعدوان.  

لقد حذر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا وتكرارًا، من خطورة تفاقم الأزمة، والعمل على تنفيذ مخطط التهجير؛ فهذا حتمًا سيؤدي إلى مزيد من التفكيك للمجتمع الدولي؛  

فشعوب العالم سوف تفقد الثقة تمامًا؛ فيمن يحكم، ومن يدير المشهد العالمي، كما أن هذا سيؤدي حتمًا لغياب ماهية التعايش السلمي؛ فقد أضحت المعنويات منخفضة لدرجاتها القصوى، بما يشكل تهديدًا للسلام العالمي بصورة مباشرة.  

إن من يقدم الجهود، والمساعي، والمبادرات؛ من أجل إنهاء الأزمة، له الشكر الجزيل، ومن يرسخ لفكرة حل الدولتين، سوف يصبح موقفه مشرفًا؛ فلا حل للقضية والصراع الدائر،  

ما لم يتم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود 1967م، وهنا نثمن جهود الأشقاء المتواصلة،  

والتي نأمل أن تصل للغاية المنشودة، التي تم الإشارة إليها؛ فالجميع مضار في ظل حرب تزيد من الفوضى، وتضعف الأمن والأمان، بالمنطقة بأسرها، بل وقد ينتقل أثرها للعالم بأسره.  

من يسرف في التدمير، إنما يتابع السير قدمًا تجاه لفكرة التهجير؛ كي لا تصلح الأرض للعيش، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمارس أبشع جرائم القتل للشعب الأعزل؛ ليصاب بالهلع،  

ويخرج من أرضه صاغرًا خائفًا ترتعد فرائسه؛ ورغم تدمير أوجه وسبل الحياة؛ إلا أن الشعب يستطيع أن يعمر أرضه، ويعيد مجده، ويحي نهضته، ويوفر قوته، ويستكمل مسيرته تجاه الحرية.  

إن مصر مظلة السلام، وتعمل على احتواء الأزمة، بمزيد من العمل الجاد، من خلال حواراتٍ تُسهم في اتخاذ قراراتٍ تقضي على المآرب،  

وتجهض المخططات الخبيثة، ومن الأمور المهمة في أولوية هذه القمة الطارئة، التوصل إلى طرائقٍ فاعلةٍ تعمل على إنهاء الصراع، ومن ثم حماية العزل، ورفع الحصار، وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المكلوم، والبدء في الإعمار عبر خطة واضحة المعالم.  

الخروج من النفق المظلم، يكمن فيما أعلنته القيادة السياسية المصرية؛ حيث تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين، والتكنوقراط المستقلين، توكل إليها إدارة قطاع غزة، انطلاقا من خبرات أعضائها؛  

ومن ثم تصبح اللجنة، مسئولة عن الإشراف على عملية الإغاثة، وإدارة شئون القطاع لفترة مؤقتة، وذلك تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.  

إعادة الأمن من خلال قيام مصر؛ بتدريب كوادر تمتلك الخبرات، التي تسهم في تأمين القطاع، وتحفظ أمنه، وأمانه، وتعمل على تعزيز استقراره؛ من أجل المضي نحو الإعمار المستدام،  

وهذا يتم بالتعاون مع مصر، صاحبة العطاء، والداعمة على الدوام للقضية الأم، وبالطبع يتم ذلك كله بعيدًا عن تهجير الفلسطينيين، وهنا يستطيع المجتمع الدولي أن يضغط في اتجاه تسوية عادلة، وشاملة، ومستدامة، للقضية الفلسطينية.  

قمة القاهرة الطارئة تحث كافة المجتمع الدولي إلى السعي قدمًا نحو التوصل للحل العادل الشامل والمستدام، الذي يتوجب أن يتمسك به جميع أطراف النزاع، كما أن القمة تستهدف العمل على تعبئة الرأي العام العالمي؛  

لتتحرك الشعوب على أرضٍ موحدة، وترفض بشدةٍ الممارسات العدائية، التي لا ترحم العزل من نساء وأطفال وشيوخ، وتستنكر السياسات الاستيطانية وتفعيل مخططات التهجير بصورة ممنهجة.  

الخروج من النفق المظلم، ينبري على تفكيك حالة الاستقطاب الدولي، من خلال هذه القمة الجامعة؛ لرفض تنفيذ غاياتهم في تهجير الشعب الفلسطيني، وتدشين شرقًا أوسطًا جديدًا، وهنا يتم دحر كافة الافتراءات، وتزيف الحقائق بشأن الواقع؛ ومن ثم تأتي تلك القمة ترجمةً فعليةً للدور المصري الدبلوماسي؛  

لإيجاد حل جادٍ على نطاقٍ عربي ودوليٍ، يساعد على الخروج من هذه الأزمة بحِرفيةٍ، ويحقق السلام العادل والشامل..

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها السياسية أبدَ الدهر. 

اترك تعليق