احمد الشرع يناور لكسب ودّ ترامب.. خطة دمشق لرفع العقوبات وفتح أبواب الاستثمار
الشؤون السياسية الدولية – كتبت | مني السباعي
في خطوة حاسمة نحو إنهاء العزلة الدولية، يسير الرئيس السوري أحمد الشرع في طريقٍ شاقٍ لاستعادة الثقة الأميركية، عبر سلسلة من التحركات التي تهدف إلى إقناع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا، في إطار مساعٍ لإعادة بناء الدولة وتعزيز الاقتصاد السوري المنهك.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد بدأت حكومة الشرع باتخاذ إجراءات واضحة استجابة لمطالب واشنطن، من بينها اعتقال عناصر محسوبين على جماعات فلسطينية، إضافة إلى إبداء استعداد دبلوماسي للتواصل مع إسرائيل، في إشارة إلى رغبة دمشق في تجنّب أي تصعيد عسكري.
وقال دارين خليفة، كبير مستشاري مجموعة الأزمات الدولية، إن “السوريين يدركون تماماً أن التحرك الأميركي شرط رئيسي لأي انتعاش اقتصادي أو استثماري حقيقي، فهم يسابقون الوقت قبل تدهور الوضع أكثر”.
وفي تطور لافت، سافر رجل الأعمال الجمهوري جوناثان باس، الرئيس التنفيذي لشركة طاقة أميركية، إلى دمشق لعرض خطة تعاون اقتصادي في مجال الطاقة بين شركات غربية وسورية، في إطار دعم التحول نحو اقتصاد أكثر انفتاحاً. وقد رحّب الرئيس الشرع بالفكرة، ما يعكس انفتاحًا واضحًا على الشراكة الغربية.
وأكد مسؤول سوري رفيع في وزارة الخارجية أن “سوريا الحرة الجديدة تسعى لبناء علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، تقوم على المصالح المشتركة، وخاصة في ملفات الطاقة والاقتصاد والأمن”.
وفي المقابل، شدد جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، على أن الدعم الأميركي ورفع العقوبات “مرتبط بسلوك الحكومة السورية الحالية”،
مشيرًا إلى قائمة من الشروط الأميركية، منها الكشف عن مصير الأميركيين المفقودين، والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتأمين ما تبقى من ترسانة كيميائية محتملة.
ويواجه الشرع تحديًا كبيرًا يتمثل في إعادة بناء الثقة الدولية، وتفادي سيناريو الدولة الفاشلة، خصوصًا في ظل التحذيرات من أن استمرار العزلة قد يفتح الباب مجددًا أمام الجماعات المتطرفة، ويهدد استقرار المنطقة.