طرابلس تشتعل قبل اغتيال “غنيوة”.. توتر أمني وتحذيرات دولية وداخلية
جريدة الوطن اليوم – طرابلس – كتبت | مني السباعي
شهدت العاصمة الليبية طرابلس ساعات من التوتر والاحتقان الأمني، قبيل الإعلان عن مقتل عبد الغني الككلي، المعروف باسم “غنيوة”، رئيس جهاز دعم الاستقرار، خلال تبادل لإطلاق النار داخل مقر “اللواء 444 قتال” التابع لمنطقة طرابلس العسكرية.
وبحسب وسائل إعلام ليبية ومقاطع فيديو متداولة، فقد بدأت التحركات منذ نحو يومين بدخول أرتال عسكرية إلى طرابلس، يُعتقد أنها جاءت من مصراتة والزاوية والزنتان، وسط حالة من الترقب الشعبي.

وأكدت المصادر أن المواجهات الأخيرة جاءت بعد أيام من اقتحام مسلح نفذته قوات تابعة للككلي ضد مقر الشركة العامة للاتصالات وسط طرابلس، واعتقال رئيس مجلس إدارتها، الأمر الذي فجر أزمة جديدة بين الجهاز وحكومة عبد الحميد الدبيبة.
وتصاعدت الأحداث ليل الإثنين – الثلاثاء، بعد فشل مفاوضات داخل مقر اللواء 444 بين قادة قوة العمليات المشتركة وجهاز دعم الاستقرار، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة قُتل فيها “غنيوة” وعدد من مرافقيه.
وشملت الاشتباكات مناطق متفرقة من العاصمة أبرزها الهضبة، أبو سليم، مشروع الهضبة، الدريبي، وشارع الزاوية، حيث مقار جهاز دعم الاستقرار، وسط أنباء عن اقتحامات نفذتها قوات تابعة للواءي 111 و444.
من جانبها، دعت وزارة الداخلية الليبية المواطنين إلى البقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم، مؤكدة أنها تتابع تطورات الموقف وتعمل على احتوائه.
وفي السياق الدولي، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ حيال التحركات العسكرية في طرابلس، داعية جميع الأطراف إلى خفض التصعيد والامتناع عن الأعمال الاستفزازية، مشيدة بمبادرات الأعيان والقيادات الاجتماعية لتسوية النزاع بالحوار.
كما انضمت السفارة الأميركية في ليبيا إلى الدعوات الأممية، مطالبة بالتهدئة وتفادي المزيد من التصعيد.
وفي الداخل، حذر 13 نائباً في مجلس النواب الليبي من تدهور الوضع الأمني في طرابلس، محمّلين مسؤولية التصعيد للفشل في تشكيل حكومة موحدة، وتعطيل المسار السياسي، والجمود في تسمية المناصب السيادية، مؤكدين ضرورة التحرك العاجل لتحقيق استحقاقات وطنية تضمن أمن البلاد واستقرارها.