بقلم حسن النجار: الأهلي لا يمثل نفسه فقط.. بل وطنًا بأكمله 

الكاتب الصحفي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم  

0 89٬050

– بقلم | حسن النجار    

هل يُمثل النادي الأهلي مصر في كأس العالم للأندية 2025، أم يخوض البطولة من أجل تاريخه ومجده الخاص فقط؟ سؤال قديم يعود ليتصدر النقاشات الساخنة في الشارع الرياضي المصري، كاشفًا التوتر الدائم بين نداء الانتماء الوطني وولاء الجماهير لأنديتها، خاصة في ظل التنافس الأزلي بين الأحمر والأبيض.

هذا الجدل، في حقيقته، لا يخص الرياضة فقط، بل يعكس حجم الشغف الكبير الذي يكنه المصريون لكرة القدم، ويضعهم أمام مفترق طرق بين دعم الوطن والانتماء لنادٍ بعينه. والسؤال الأهم هنا: ما الذي يجمعنا؟ وما الذي يفرقنا؟

هناك رؤيتان واضحتان: الأولى تعتبر أن الأهلي، ممثل مصر في هذا المحفل العالمي، يحمل على عاتقه طموحات شعب بأكمله، ويخوض المونديال تحت راية الوطن. أما الثانية، فترى أنه نادٍ كبير يمثل نفسه فقط، وأن تمثيل الدولة دوليًا يكون من اختصاص المنتخب الوطني، لا الأندية.

لكن الحقيقة المزعجة هي أن هذا الجدل سرعان ما يتحول إلى ساحة للتعصب الأعمى، ويخرج عن حدود النقاش الرياضي، ليصبح معركة كلامية تمتلئ بالشتائم والتجريح، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. كل طرف يتهم الآخر بالخيانة أو التلون، ويتعمد البعض تزييف الحقائق لتحقيق مصالح شخصية، مدفوعين بشهرة مؤقتة و”شو إعلامي” لا يخدم سوى الفوضى.

الأسماء معروفة، والقنوات الفضائية تلهث خلفهم رغم انكشاف نواياهم. والنتيجة؟ مزيد من الانقسام داخل الشارع الرياضي، بدلًا من أن تكون الرياضة وسيلة لتوحيد الصفوف وبث روح الوطنية.

نعم، كرة القدم في مصر ليست مجرد لعبة، بل هي انتماء وهوية. لكن هذا الانتماء لا ينبغي أن يتحول إلى تعصب هدام. نحن بحاجة إلى وقفة مع النفس، إلى إعادة النظر في طريقة تفاعلنا مع الرياضة، وإلى احترام الرأي الآخر مهما اختلف، دون تخوين أو تهكم.

من حق كل مشجع، سواء كان أهلاويًا أو زملكاويًا، أن يختار موقفه، لكن حين يتعلق الأمر ببطولة عالمية يمثلنا فيها نادٍ مصري، يجب أن نتعامل بروح وطنية. من لا يريد التشجيع فليصمت، فهذا أفضل من بث الكراهية.

أما عن رأيي الشخصي، فأرى أن دعم الأهلي في كأس العالم للأندية 2025 لا علاقة له بالتعصب، بل هو واجب وطني. لا مانع أن يشجع الزملكاوي الأهلي بدافع حب الوطن، كما لا حرج أن يحتفظ بولائه لناديه، دون أن يتمنى السقوط لمنافسه.

الأمر ذاته ينطبق على مشجعينا عندما نتابع فرقًا أجنبية تضم نجومنا، مثل عمر مرموش مع مانشستر سيتي أو رامي ربيعة مع العين الإماراتي. من الطبيعي أن نفرح لهم، كما نفخر بمحمد صلاح وهو يتألق في الملاعب الأوروبية.

في النهاية، تشجيع الأهلي اليوم لا يجب أن يكون مدعاة للانقسام، بل فرصة لتوحيد الصفوف خلف اسم مصر. فلنحتفل جميعًا بتمثيل الأهلي لقارتنا، ولنقف خلف كل مصري يرفع اسم الوطن في أي محفل. ففي اختلافنا قوة، وفي وحدتنا فخر.

بقلم حسن النجار: الأهلي لا يمثل نفسه فقط.. بل وطنًا بأكمله 
بقلم حسن النجار: الأهلي لا يمثل نفسه فقط.. بل وطنًا بأكمله
اترك تعليق