“رد حماس يُفجّر الجدل.. ويتكوف يصفه بـ«غير المقبول» ويطالب بوقف دائم لإطلاق النار” 

0 82٬114

عرب وعالم – كتبت | عزة كمال 

في تصعيد جديد لمسار مفاوضات التهدئة في غزة، وصف المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مساء السبت، رد حركة حماس على مقترحه بشأن الهدنة بأنه “غير مقبول على الإطلاق”، معتبراً أن الرد يمثل تراجعاً واضحاً في مسار التفاوض.

وقال ويتكوف في تصريحات صحفية: “رد حماس لا يسهم في التقدم نحو التهدئة، بل يعيد المفاوضات إلى الوراء”، مضيفاً أن على الحركة أن تقبل بالمقترح الأميركي كما هو كأساس لإطلاق مفاوضات غير مباشرة بنية صادقة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأوضح ويتكوف أن خطة الهدنة تتضمن إعادة نصف الأسرى الإسرائيليين أحياءً والنصف الآخر من الجثامين، مقابل هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً، يتم خلالها التباحث بشأن تسوية شاملة تنهي الحرب في غزة.

وفي المقابل، أكدت حركة حماس، مساء السبت، أنها سلمت ردها الرسمي للوسطاء على المقترح الأميركي، موضحة في بيان لها أن الرد يأتي “بعد جولة مشاورات وطنية” ويهدف إلى تحقيق “وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية”.

وتضمّن عرض حماس إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يُتفق عليه لاحقاً.

ورغم أن البيان لم يشر إلى تعديلات مطلوبة، فإن مصادراً فلسطينية مطلعة كشفت لوكالة “رويترز” أن الحركة طلبت إدخال بعض التعديلات على البنود، إلا أن الرد العام يُعد إيجابياً.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أشارت في وقت سابق إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى المحتجزين في غزة بموافقة إسرائيل على المقترح الأميركي، فيما التزم مكتبه الصمت حيال التصريحات الأخيرة.

يأتي ذلك في وقتٍ تتصاعد فيه حملة إسرائيل العسكرية على قطاع غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي استمرار الضربات الجوية والبرية، واستهداف مواقع تابعة لحماس، من بينها ورش لتصنيع الأسلحة وقناصة ميدانيين.

ومع دخول الحرب شهرها التاسع، تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها العمليات العسكرية والحصار المشدد الذي تفرضه على القطاع منذ مارس الماضي، في محاولة لإضعاف حماس.

وتؤكد إسرائيل تمسكها بشروطها لإنهاء الحرب، وأبرزها تفكيك القوة العسكرية لحماس، وإنهاء حكمها في غزة، والإفراج عن جميع الأسرى الباقين، والبالغ عددهم وفقاً للإحصاءات الرسمية 58 شخصاً.

في المقابل، ترفض حماس هذه الشروط، مؤكدة أن على إسرائيل سحب قواتها والالتزام بوقف شامل للعدوان قبل أي حديث عن مستقبل الوضع في القطاع.

وبينما تتواصل جهود الوساطة الدولية، يبقى مصير الهدنة معلقاً بين التعنت السياسي والمعاناة الإنسانية التي تفاقمت إلى مستويات غير مسبوقة، وسط دمار واسع شمل معظم أنحاء غزة وسكان باتوا يعيشون في ظروف مأساوية على أطراف الساحل.

اترك تعليق