“فوردو” النووية: قلعة إيران المحصنة تحت الجبال لتخصيب اليورانيوم 

0 56٬035

تقارير – كتبت | سحر ابراهيم   

تقرير جريدة الوطن اليوم علي مدار الساعة – في قلب جبل قرب مدينة قم المقدسة شمال طهران، تقع منشأة “فوردو” النووية، إحدى أكثر المنشآت تحصيناً وسرية في الشرق الأوسط. صُممت هذه القلعة تحت الأرض لتكون معقلاً استراتيجياً للبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، حيث تتحدى الهجمات العسكرية بفضل موقعها على عمق 100 متر تحت الصخور

بدايات سرية وكشف دولي  

بدأ بناء “فوردو” سراً في أوائل القرن الـ21، وظل طي الكتمان حتى كشفت عنه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في سبتمبر 2009، متهمين إيران بإخفاء موقع لتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أقرت طهران بوجود المنشأة، مؤكدة أنها لأغراض سلمية، لكن موقعها المحصن أثار شكوكاً حول أهداف عسكرية محتملة.

تقع “فوردو” على بعد 32 كيلومتراً جنوب قم، ضمن سلسلة جبال ألبرز. تتميز بقاعات تخصيب مدفونة تحت طبقات صخرية، مما يجعلها أكثر أماناً من منشآت سطحية مثل “نطنز” أو “بوشهر”. تبلغ مساحتها التشغيلية آلاف الأمتار المربعة، وتستوعب آلاف أجهزة الطرد المركزي.

مهام “فوردو” وتطوراتها  

تُركز “فوردو” على إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب لمحطات الطاقة، وتضم حوالي 3000 جهاز طرد مركزي من طراز “IR-1”. صُممت لضمان البقاء الاستراتيجي تحت التهديدات. بموجب الاتفاق النووي 2015، حولت إيران “فوردو” إلى مركز أبحاث، لكن بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق عام 2018، استأنفت طهران التخصيب بأجهزة متقدمة من طراز “IR-6″، لتصل نسبة التخصيب إلى 60%، مما يقربها من المستوى اللازم للسلاح النووي (90%)، وهو ما أثار قلق الغرب.

تحديات استخباراتية ودبلوماسي  

لم تتعرض “فوردو” لهجمات مباشرة كما حدث مع “نطنز”، لكنها محور اهتمام استخباراتي. الكشف عنها عام 2009 أضر بمصداقية إيران لدى الوكالة الدولية، وزاد من التوترات. في 2022، أدى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% إلى إدانات دولية وتوبيخ من الوكالة، التي رأت أن إيران تقترب من “الاختراق النووي”.

تحصين استثنائ  

يجعل موقع “فوردو” العميق تدميرها بالقنابل التقليدية شبه مستحيل. حتى القنابل الخارقة مثل “GBU-57″ قد لا تكفي إلا بهجمات متكررة. هذا التحصين يجعلها بديلاً استراتيجياً إذا تعرضت منشآت أخرى كـ”نطنز” للهجوم.

“فوردو” تظل رمزاً للطموح النووي الإيراني، وتحدياً للدبلوماسية والأمن الدوليين.

اترك تعليق