وكالات – تقارير عالمية – كتب | محمد حجازى
فى توقيت بالغ الحساسية، شهدت إسرائيل ضربة قاسية تمثلت فى اغتيال وتصفيه اللواء «شاكيمو»، رئيس المخابرات الحربية وقائد قطاع الجنوب فى الجيش الإسرائيلي،
وذلك خلال زيارته المفاجئة لمدينة رفح الفلسطينية. العملية نُفذت عبر زرع لغم أرضي متطور تم وضعه بدقة بالغة ضمن خط سير الموكب الذى يُفترض أنه سرّي للغاية.
وتحاط تفاصيل العملية بتكتم شديد داخل الأوساط العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، حيث تجرى تحقيقات مكثفة لمعرفة كيف تم اختراق المنظومة الأمنية والوصول إلى معلومات فورية عن تحركات «شاكيمو»، خاصة وأن الزيارة لم تكن مدرجة على أية خطط مسبقة، ما يعنى أن تسريب المعلومات تم لحظياً أثناء التحرك.
الانفجار كان هائلاً، حيث أدى إلى تناثر أشلاء اللواء على مسافات بعيدة، واستغرق جمعها وقتاً طويلاً نتيجة استخدام مواد متفجرة غير تقليدية ذات قوة تدميرية عالية.
كما أصيب عشرات الضباط والفنيين والمرافقين ضمن المجموعة القيادية التى تخطى عددها الثلاثين شخصاً، وسط تكتم إعلامي حول حجم الخسائر البشرية الحقيقية.
وفى أعقاب العملية، فرضت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حظراً شاملاً وإجراءات استثنائية لحماية الشخصيات الهامة، بدءاً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مروراً بأعضاء الحكومة وكبار قادة الأجهزة السيادية والقيادات الميدانية، إلى حين الوقوف على أسباب الاختراق الأمنى.
اللافت أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تناولت الخبر بشكل مقتضب عبر الإذاعة الرسمية ثم سرعان ما صدرت التعليمات بحظر نشر أية تفاصيل إضافية، خشية من تأثير ذلك على معنويات الجيش الإسرائيلى، الذى يواجه بالفعل خسائر متصاعدة فى عملياته داخل قطاع غزة.
يرى مراقبون أن هذه العملية تمثل تحولاً نوعياً فى المواجهة مع إسرائيل، حيث أظهرت ضعفاً غير مسبوق فى المنظومة الأمنية والاستخباراتية التى طالما تغنّت بأنها الأقوى فى المنطقة.
كما أن اغتيال شخصية بحجم «شاكيمو» يوجه ضربة استراتيجية للجيش الإسرائيلي فى إدارة عملياته جنوب القطاع، وقد يُعيد حسابات تل أبيب العسكرية والسياسية فى المرحلة المقبلة.
