بقلم حسن النجار

بقلم حسن النجار: الرئيس السيسي هدية السماء لمصر وشعبها  

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار

بقلم: حسن النجار  

كان حديثك بسيطًا يا سيادة الرئيس، نبرته هادئة لا تحتاج إلى تكرار للتأكيد، وكأنك واثق أننا سنصدقك، وكأنك ترى أننا جميعًا في خندق واحد رغم اختلاف أيديولوجياتنا وأفكارنا. نسيت – أو تناسيت –  

أننا عانينا طويلًا من الخطاب الدعائي وتشبعنا به حتى أصبحنا نحتاج إلى تكرار مزعج كي نصدق. ومع ذلك، حدثتنا بقدر كبير من البساطة والانسيابية وكأننا أفراد أسرتك الذين يعرفون طبيعتك؛ فبعضنا صدق، وبعضنا لم يصدق، فيما سخر الأشرار وكارهو الوطن وشككوا في وعودك وتطميناتك. 

لقد كنت دائمًا، سيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، واثقًا في الله، مصرًا على السير نحو الأمام، تحملت الكثير، وظن البعض أن تحملك هذا رغبة في السلطة، لكنهم اكتشفوا – واكتشفنا نحن كذلك – أنك حين قلت إنك لن تتركها كنت حقًا تخاف على مصر التي أنقذتها من الدمار والانهيار والضياع. سيدي الرئيس،  

أنت منقذ مصر وشعبها، ولتثق أننا اليوم ندرك ذلك تمامًا، وأيقنّا أنك صادق حتى إن طلبت منا اليوم أي شيء فعلناه، ولو قلت لنا لا تأكلوا سمعنا وأطعنا. لقد اكتسبت ثقتنا جميعًا، حتى الخونة وعملاء أجهزة المخابرات المعادية باتت لهجتهم منخفضة لأن حجتهم ضعفت واهترأت. 

كيف لك أن تعرف ما لا نعرف؟ وكيف ترى ما لا نرى؟ وكيف توقعت المستقبل وتأهبت لمخاطر لم ترد حتى في أذهان الساسة والمسؤولين؟

أسئلة كثيرة لا أجد لها تفسيرًا منطقيًا سوى أن السماء تحدثك وأن إيمانك بالله يكشف لك ما لا نراه. صدقني، سيبدى الرئيس حين أقول لك: أنت هدية السماء إلى مصر، وكيف لا وقد حباها الله بك وقدر لها الحفظ أبد الدهر. 

إنجازاتك، سيدي الرئيس، أكبر من أن يحتويها مقال وربما كتاب، لكني سأذكر منها ثلاثة أمور فقط: 

توقع المخاطر الخارجية: توقعت، سيدي الرئيس، المخاطر التي داهمتنا من الاتجاهات الأربعة في وقت واحد؛ من الغرب في ليبيا، ومن الجنوب في السودان، ومن الشرق في الأراضي العربية المحتلة، ومن البحرين الأحمر والمتوسط. استعددت لها بتجديد الترسانة العسكرية وإعادة النشاط إلى قواتنا المسلحة، وشراء الأسلحة وتطوير الصناعات العسكرية وتأمين احتياجات الجيش بما يمكنه من خوض الحرب شهورًا، مع تأمين الجبهة الداخلية. 

التعامل مع سد الخراب الإثيوبي: أرادوا به ابتزازنا وجرنا إلى معركة صفرية مدمرة، لكنك اتسمت بالصبر حتى إذا احتدم الخطر واجهته ومعك أدواتك. لم تخضع للابتزاز، سيدي الرئيس، وعبرت بنا دون خسائر حتى إذا حدث ما توقعت من فيضانات أرسلتها السماء كنت مستعدًا بما يحفظ مصر من الغرق ويضمن لها مخزونًا مائيًا يكفي لعشر سنوات أو أكثر. 

الملف الفلسطيني وغزة: كنت مبهرا، سيدي الرئيس، في التعامل مع هذا الملف؛ أدرته بصبر وحزم، وابتعدت مصر عن المهاترات السياسية، وقلّ كلامها حتى إذا تحدثت أخافت، وإذا تحركت أرعبت. كنت عظيما حين وأدت فكرة التهجير إلى سيناء، 

 وعظيما عندما تعاليت على دونالد ترامب مدمن الصفقات المشبوهة، فأظهرت قوة مصر ووضعتها في مكانتها وتجاهلت كل التفاهات والتافهين الذين حاولوا جرك لما هو ضد مصر. حققت الهدف وشعرنا بقيادتك أننا دولة عظيمة. 

سيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصدقك القول حين أقول إن شعب مصر اليوم كله خلفك، يحبك ويثق فيك. وبعدما تأكد صدق ما وعدت به بات يعرف أنك ترى ما لا نرى.  

وهو على استعداد لأن يلقي بنفسه في النار إذا أمرت. سر، يا سيادة الرئيس، على بركة الله، لا تخش في الحق لومة لائم لأننا نعلم أن الله معك وأن السماء تحدثك. ولأنها تحدثك، أعرف أنك إن قرأت مقالي ستصدقه. حفظك الله، سيدي الرئيس، وحفظ مصر وشعبها، ووفقك وسدد خطاك من أجلنا، والله من وراء القصد. 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى