بقلم حسن النجار: مصر تقف شامخة فى وجه المخطط الصهيونى الأمريكى
المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم | حسن النجار
رغم تعقيدات المشهد الإقليمى وتفاقم الأوضاع فى الشرق الأوسط، وتزايد التوترات والتهديدات الناتجة عن الإصرار الصهيونى على تنفيذ مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، تظل مصر ثابتة، تقف بشرف فى مواجهة أعتى المؤامرات.
إن ما يتعرض له الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة من حرب إبادة وحصار وتجويع، بالتوازى مع ضغوط هائلة تُمارس على مصر، لم يُثنِ الدولة المصرية عن التمسك بمبادئها،
ودعمها الصادق والثابت للحقوق الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفضها القاطع لكل محاولات تصفية القضية، أو التوطين فى سيناء.
مصر، التى تتحمل العبء الأكبر من تداعيات المخطط الصهيو ـ أمريكى، تواصل أداء دورها بشرف، وتقدم ما يزيد عن 80٪ من المساعدات الدولية لقطاع غزة، وتتحمل فى المقابل حملات تشويه ممنهجة من أبواق جماعة الإخوان الإرهابية،
ومنصاتهم الإعلامية المتعاونة مع الكيان الصهيونى، فى محاولات يائسة للنيل من الدور المصرى المشرف.
ما يحدث فى المنطقة هو مخطط متكامل لتطويق مصر من كافة الجهات، سواء عبر إشعال ليبيا والسودان، أو خلق فوضى فى البحر الأحمر، أو عبر محاولات الزج بها فى مواجهات مباشرة فى غزة.
لكن المفاجأة أن مصر كانت على دراية مسبقة بهذه المخططات، واستعدت لها بقوة عسكرية رادعة، ورؤية استراتيجية عميقة بفضل قيادة حكيمة تستشرف المستقبل.
الهجوم على مصر ليس فقط لمواقفها من القضية الفلسطينية، بل لأن الدولة المصرية تحقق نجاحات نوعية على كافة الأصعدة: من مشاريع اقتصادية واستثمارية، إلى شبكة بنية تحتية وموانئ عالمية، وقوة عسكرية مؤهلة لحماية القرار الوطنى.
المعادلة واضحة: لا سلام فى الشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية، ومصر لن تسمح بأن تكون بوابة لتنفيذ أوهام الاحتلال، ولن تقبل أى مزايدات، أو محاولات للابتزاز السياسى أو الإنسانى، ولن تفرط فى أمنها القومى.
إن حملات التشويه ليست سوى أدوات ضمن مشروع أكبر يستهدف كبح صعود مصر، وإجهاض مشروعها الوطنى، لكنها تفشل أمام وعي الشعب المصرى، وقوة إرادته، ويقظة جيشه، وحكمة رئيسه.
مصر، الدولة والشعب، تسير بثبات نحو استعادة دورها القيادى، وستظل صخرة تتحطم عليها مؤامرات الطامعين والمتآمرين. فالشرق الأوسط يشهد سقوط الأقنعة، ومصر وحدها تكتب التاريخ من موقع القوة والشرف.
تحيا مصر.