بقلم حسن النجار : الرئيس السيسي يرسخ مبدأ الكفاءة وتكافؤ الفرص داخل الأكاديمية العسكرية
الكاتب الصحفي والمفكرالسياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم

بقلم | حسن النجار
جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للأكاديمية العسكرية وحضوره جانبًا من اختبارات «كشف الهيئة» لتجدد التأكيد على مبدأ الانتقاء الدقيق للعناصر الأنسب،
وترسيخ ثقافة الفرز المبني على الكفاءة والقدرات والتفوق العلمي والرياضي والطبي. وقد شدد الرئيس خلال كلمته على أن الأكاديمية العسكرية تعتمد أحدث المعايير العلمية،
وتطبق منظومة مميكنة تضمن الشفافية والعدالة وتكافؤ الفرص بعيدًا عن أي تدخل بشري قد يفتح الباب للوساطة أو المحسوبية. هذه الرسائل يؤكدها الرئيس في كل زيارة،
إيمانًا منه بأهمية إعادة الاعتبار للمعايير الحقيقية للاختيار بعد عقود أثقلت خلالها الواسطة مؤسسات كثيرة وأبعدت الكفاءات وأضعفت المواقع والمسؤوليات.
وتطرق الرئيس السيسي خلال لقائه بالطلاب إلى عدد من التحديات الداخلية والخارجية، ومنها نزاهة العملية الانتخابية، مؤكدًا رفضه القاطع لأي تجاوزات قد تُخل بتمثيل الإرادة الشعبية، ومشددًا على ضرورة حماية العملية الانتخابية من تأثير المال أو النفوذ.
وهنا تعود قضية «تكافؤ الفرص» لتتصدر المشهد، إذ يرى الرئيس أنها الأساس لأي تقدم حقيقي، خاصة في ظل وجود أطراف قد تعاكس هذا التوجه عبر التدخل في الاختيارات أو توريث المناصب بعيدًا عن معيار الكفاءة.
وأشار الرئيس إلى أن كثيرًا من الشباب المصري المتميزين الذين لا يحصلون على فرص عادلة في الداخل، ينجحون في الخارج بشكل لافت بمجرد حصولهم على تدريب أو تأهيل مناسب، لأن تلك الدول تعتمد منظومات عادلة تتيح المنافسة وتختار الأكفأ.
ومن هنا تأتي أهمية تعميم النموذج المطبق في الأكاديمية العسكرية ليشمل مختلف المؤسسات، وإقرار قوانين تضمن الشفافية، مع إتاحة حق اللجوء إلى القضاء لكل من يتعرض لإقصاء غير عادل.
وليس هذا الطرح جديدًا على الرئيس السيسي؛ ففي حواره التفاعلي مع طلاب أكاديمية الشرطة في 19 نوفمبر الماضي أكد ضرورة اختيار ممثلين على درجة عالية من الوعي داخل البرلمان،
وتساءل عن سبب عدم قدرة بلد يضم 60 مليون شاب على إنتاج آلاف النماذج الناجحة في الرياضة وغيرها، مثل محمد صلاح، مؤكدًا أن «اختيار الإنسان» هو مفتاح التقدم سواء كان وزيرًا أو لاعب كرة.
وخلال حديثه الأخير بالأكاديمية العسكرية أعاد الرئيس التشديد على فكرة الكفاءة وربطها بالتحول الرقمي، موضحًا أن المستقبل سيعتمد على التكنولوجيا وأن تقليل التدخل البشري هو الضمان الحقيقي للقضاء على الواسطة والمحسوبية، وبناء منظومة اختيار عادلة وشفافة.
إن تكافؤ الفرص، كما يطرح الرئيس، هو حجر الأساس للجمهورية الجديدة، وهو الطريق الوحيد لوضع مصر في مصاف الدول المتقدمة،
من خلال الاعتماد على الأكفأ وليس الأكثر نفوذًا، ومن خلال تشريعات رقابية واضحة تضمن أن تتم كل خطوات الاختيار على الملأ وبمعايير موحدة للجميع.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري وشهدائنا الابرار



