وجها لوجه وبدون جمهور.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب والمناظرة “التاريخية”
كتب| حسن النجار
تمت الترجمة بمعرفة جريدة الوطن اليوم
بدأت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي، جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب على قناة “سي إن إن” من ستوديو في أتلانتا بدون جمهور.
وتوجه الرجلان للوقوف خلف منبريهما من دون أن يتصافحا لتنطلق أول مناظرة بينهما قد تشكل منعطفا في انتخابات 2024 الرئاسية.
الاقتصاد الأميركي
وانطلقت المناظرة بأسئلة تخص نظرة المرشحين للرئاسة الأميركية فيما يخص تحسين الأوضاع الاقتصادية.
وقال الرئيس الأميركي بايدن إن إدارته تسلمت “اقتصادا كان على وشك الانهيار” من إدارة ترامب، إذ كانت البطالة مرتفعة، وأعادت “إدارته الأمور إلى نصابها” للاقتصاد إذ أوجدت فرص عمل جديدة خاصة في القطاع الصناعي.
وأكد أن السياسات الاقتصادية لإدارته أكدت على عدم تأثير تحكم الشركات بالمستهلكين، مشيرا إلى أن ما كان يحصل في الإدارة السابقة “فوضى”، وعلى سبيل المثال تم خفض أسعار الأدوية مثل الأنسولين.
واتهم بايدن سياسات ترامب بأنها تركز على الأثرياء، وأنه في عهده زاد العجز والدين لأعلى مستوى في التاريخ الأميركي، منتقدا خفض الضرائب للأثرياء فقط، مشيرا إلى أنه يوجد عدد كبير منهم ويدفعون فقط 8 في المئة من الضرائب.
من جانبه، رد الرئيس السابق، ترامب، أن إدارته سلمت إدارة بايدن “أعظم اقتصاد في التاريخ الأميركي رغم جائحة كورونا”، مؤكدا أن التوسع في الإنفاق كان ضروريا لتلافي الكساد.
وزاد أنه خلال إدارته كانت السوق المالية في أفضل حالاتها، والوظائف التي يتغنى بها بايدن خلقها للمهاجرين وليس للأميركيين.
ودافع ترامب عن سياسات وضع رسوم جمركية، مؤكدا أن هذا سيوفر المال لخفض العجز ويمنح القوة للاقتصاد الأميركي، وحتى الإعفاءات الضريبية تحفز الشركات.
وأعاد بايدن وترامب في وقت لاحق من المناظرة تبادل الاتهامات فيما يتعلق بحالة الاقتصاد الأميركي، وقال الأخير إن “بايدن سبب التضخم، وأثر على العائلات من أصول أفريقية”.
وأضاف سلمت إدارته “الولايات المتحدة بحالة مثالية، ولكنه دمرها، وسبب التضخم، وألحق الضرر بالأميركيين من أصول أفريقية، وفتح الحدود للمهاجرين الذين أخذوا وظائفهم”.
واعتبر ترامب أن بايدن “لم يقم بعمل جيد. لقد قام بعمل سيئ. والتضخم يقتل بلدنا. إنه يقتلنا”.
من جانبه رد بايدن بأنه “لم يكن هناك تضخم وفرص عمل لأنه (ترامب) قضى على الاقتصاد”.
وتابع لقد “لقد قدمنا إعانات مادية للأسر، وحاول أكثر من مرة القضاء على برامج الرعاية الصحية”.
الحرب الروسية على أوكرانيا
وانتقد ترامب سياسات بايدن تجاه حرب أوكرانيا، وقال: “لو كان هناك رئيس حقيقي يحترمه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لما غزا بوتين أوكرانيا”.
وأضاف “كان بايدن سيئا في أفغانستان، وبوتين راقب هذا وراقب عدم الكفاءة”، وعندما “شاهد بوتين ذلك، قال إنه سيذهب ليغزو أوكرانيا فهذا حلمه”.
وأكد أن “شروط بوتين غير مقبولة، ولكن الحرب كان يجب ألا تبدأ”، وأعطى بايدن “200 مليار دولار لأوكرانيا”، واصفا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، بـ”أفضل بائع” لأنه “كلما يأتي لواشنطن يحصل على المليارات”.
وقال موجها حديثه لبايدن: “ما كان يجب أن تنفق هذه المليارات”، وأكد أن الحرب “ستنتهي قبل استلامه لمنصبه”.
من جانبه رد بايدن بأن إدارته أخرجت “أكثر من 100 ألف وغيرهم من أفغانستان جوا”، وما يحصل في أوكرانيا كان بتشجيع “ترامب بوتين ليفعل كل ما يريد”.
وقال إن “بوتين أراد السيطرة على كييف في أيام، ولكنه لم يتمكن من ذلك وخسر الآلاف”.
ووصف بايدن بوتين بـ”مجرم حرب قتل الآلاف، ويريد إعادة الإمبراطورية السوفيتية ولن يتوقف عند أوكرانيا لو نجح في الحرب سيستمر إلى دول أخرى”.
وأكد ترامب أن شروط بوتين لحل القضية الأوكرانية “غير مقبولة”.
الحرب بين حماس وإسرائيل
وانتقد ترامب سياسات بايدن التي زعم أنها تسببت في حدوث هجوم السابع من أكتوبر، وذكر أن إدارته السابقة جففت كل الإيرادات لطهران، ما جعلها غير قادرة على دعم حماس أو أي جماعات مسلحة في المنطقة.
من جانبه، قال بايدن إنه في عهد ترامب هاجمت إيران مئات الجنود الأميركيين وتسببت في إصاباتهم.
وأضاف أن “مجلس الأمن ومجموعة السبع وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وافقوا على خطة مقترحة بثلاث مراحل.. وحماس تريد استمرار الحرب”.
وأشار إلى أنه يـ”ضغط بشدة لجعل حماس توافق على الخطة”، ودافع بايدن عن قراره بتعليق إرسال قنابل تزن 2000 طن (أكثر من 900 كلغ)، لأنه من الصعب أن تستخدم في مناطق مأهولة.
وأكد أن الولايات المتحدة أكبر داعم لإسرائيل، مشيرا إلى أنه تم “إضعاف حماس” و”علينا القضاء” على الحركة.
ورد ترامب بدوره بالقول “بايدن يقول إن حماس هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، عليهم إنهاء الأمر”.
ووصف ترامب بايدن بـ “الفلسطيني السيء”.
ويدير المذيعان جيك تابر ودانا باش مناظرة “سي إن إن”.
ولم يجاوب ترامب على سؤال فيما لو كان سيؤيد دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب بيت إسرائيل وحماس في غزة، وقالت المذيعة باش: “هل ستؤيد خلق دولة فلسطينية مستقلة من أجل دعم السلام في المنطقة، ليرد الرئيس السابق بالقول: “سيتوجب علي أن أرى” الوضع حينها، لينتقل بعدها إلى الحديث عن اتفاقيات التجارة مع الدول الأوروبية، وفق ما نقلته “سي إن إن”.
الإجهاض
وانتقد بايدن سلفه ترامب بسبب تصرفه “الرهيب” ضد حق الإجهاض، في حين أشاد ترامب بإلغاء قانون “رو ضد وايد” الذي أتاح الإجهاض عبر الولايات الأميركية، ليترك الخيار لكل ولاية على حدة بإقرار إنهاء الحمل أو منعه.
وقال الرئيس الديمقراطي لخصمه الجمهوري خلال مناظرتهما في أتلانتا إن “ما فعلته هو شيء فظيع”.
من جانبه قال ترامب إن القضاة الذين عينهم خلال توليه الرئاسة تمكنوا من منع الإجهاض، مصرا على أن “مختلف الولايات لها الحق فيما يخص قضية الإجهاض والقرارات الواجب اتخاذها”.
واتهم ترامب بايدن والديمقراطيين بأنهم يقتلون الأطفال، وذكر أن قانون “رو ضد وايد” كان يتيح إنهاء الحمل بالشهر التاسع، إلا أن بايدن قاطعه قائلا إن ذلك ادعاء كاذب وأن القانون لا يعكس ذلك بتاتا.
وتجري هذه المناظرة في أتلانتا بجورجيا، وهي واحدة من الولايات التي يرجح أن يكون لها تأثير في الانتخابات.
وظهر بايدن على المنصة على الجانب الأيمن من شاشات المشاهدين، وبدأ الحديث أولا بناء على قرعة أجريت بعملة معدنية.
ولا يمكن لأعضاء الحملة التواصل مع المرشحين خلال فترتي الاستراحة، ولن يكون هناك جمهور.
وقالت شبكة “سي إن إن” بايدن وترامب فقط استوفيا شروطها للمشاركة في المناظرة وهي الفوز بعدد كاف من أصوات الولايات بما يرجح فوز واحد منهما بمنصب الرئيس والحصول على 15 في المئة على الأقل في أربعة استطلاعات وطنية منفصلة للناخبين المسجلين أو المحتملين.
فيما لم يستوف المرشح الرئاسي المستقل روبرت إف. كنيدي جونيور الشروط.
وقالت شبكة “سي إن إن” إن في مناظرة الخميس التي تستمر 90 دقيقة، يظهر المرشحان على منصة واحدة ويحصلان على قلم وورقة وزجاجة ماء لكن لا يسمح بوجود ملاحظات مدونة مسبقا أمامهما.
وذكرت الشبكة “سيتم كتم صوت الميكروفونات طوال المناظرة باستثناء ميكروفون المرشح الذي سيكون دوره التحدث” وسيستخدم من سيدير المناظرة “جميع الأدوات المتاحة له لضمان الالتزام بالوقت وضمان مناقشة متحضرة”.