بقلم حسن النجار: مصر علمت الكبار كيف يكونون كبارا 

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم

0

بقلم | حسن النجار 

يوما تلو الآخر تسقط الأقنعة عن الذئاب، تلك التي تظن أن وجوه الحملات الزائفة قد تنطلي على أذكياء العقول والأفئدة.  

فقد صدعتنا من تظن أنها الدولة الكبرى بالعالم عن حقوق الإنسان وملاحقة الإرهاب بدول المسلمين، لتخوض حروباً هنا وهناك بزعم محاربة الإرهاب، والقضاء على رؤوسه وقياداته، رغم أننا كنا على يقين تام أنه الكذب بعينه، لكننا قد صبرنا حتى نفاد الصبر. 

حقاً كنا نعلم أن هذا الإرهاب صناعة صهيوأمريكية وفقاً لخطة محددة لتشتيت شمل دول المنطقة العربية وبث السموم بها وزرع الفتن الطائفية وتوطين الجماعات الإرهابية وإمدادها بالعدة والعتاد والإغداق عليه بالمال الوفير،

حتى أننا لن ننسى يوماً مشهد الدواعش وهم يحرقون الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً، عندما اصطفوا بزى موحد وأسلحة حديثة وقد كان أهم ما يميز هذه الصورة الزي العسكري الفاخر أمريكي الصنع.  

كما كنا على يقين تام بأن تلك الجماعات التي تضرب دول العرب لتسقطها واحدة بعد الأخرى وفقاً لسيناريو شبه موحد يختلف من دولة لأخرى ببعض التفاصيل التي تناسب كل شعب وكل دولة، ومسميات مختلفة من القاعدة لداعش لبوكو حرام، وغيرهما من الأسماء التي تعمل جميعاً تحت راية المخطط الصهيوأمريكى.  

هذا الذي كشف عن وجهه الحقيقي بحرب غزة، ليعلن ببجاحه منقطعة النظير عن تخطيطه ودعمه وتمويله لكل ما من شأنه أن يخدم أهداف دولة بنى صهيون، ويفتح لها الأبواب لتتوسع بدول المنطقة تحقيقاً لحلم إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل.  

697 مليون دولار أمريكي سنوياً لدعم الإرهاب 

لم تكن تصريحات الرئيس الأمريكي المتهورة التي خرجت عن كافة حدود المنطق واللياقة، إلا كشف للنقاب وتغاضى متعمد عن حفظ ما يسمى بماء الوجه، فقد بات اللعب على المكشوف.  

لدرجة أن هناك الكثير من أصوات كبار الفنانين والشخصيات العامة بالمجتمع الأمريكي والأوروبي قد خرجت لتستنكر بشدة بل وتهاجم علانية أفعال ترامب وأقواله الجنونية، كما خرجت بعض الأصوات السياسية عن الصمت لتفضح دعم الدولة العظمى وتمويلها للإرهاب.  

وقد كشف مؤخراً عضو الكونجرس الأمريكي سكوت بيرى عن تفاصيل الدعم المالي السنوي المقدم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (US Aid) لمجموعة من المنظمات الإرهابية، داعش، القاعدة، بوكو حرام، وغيرهم.  

تلك التي كانت مؤخراً قد أوقفت بقرار من رئيس أمريكا كل أشكال الدعم والمنح التي تقدمها لدول المنطقة العربية.  

نهاية:  

فهذا الإرهاب هو بضاعتكم وصناعتكم وأنه لمردود إليكم عاجلاً أو آجلاً. ولم يكن الكبير كبيراً إلا بسمو خلقه، ليس بشدة بأسه.  

أما عن سمو الخلق، فليس من شيمكم، وأما عن شدة البأس فليست بكثرة العدة والعتاد وإنما بعلو النفس وإيمانها وعزتها.  

وأما عن مصر، فهي العزيزة القوية شديدة البأس، فكم مرت عليها من محن وطمع بأرضها وخيراتها الطامعين، لكنهم ذهبوا جميعاً من حيث أتوا وبقيت مصر التي جاءت ثم جاء من بعدها التاريخ وستظل شامخة كبيرة لأنها من علمت الكبار كيف يكونون كبارا. 

حفظ الله مصر – حفظ الله الوطن – حفظ الله الجيش 

اترك تعليق