هدنة أوكرانيا تحت إشراف أميركي.. وموسكو تلوّح بالشروط وتتحفّظ
الشون السياسية الدولية – كتب| محمد جازى
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة ستتولى الإشراف على مقترح هدنة لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، وذلك بدعم أوروبي واسع ضمن تحالف داعم لكييف.
جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في العاصمة الأوكرانية كييف، بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا.
وأكد ماكرون أن الدول المنضوية في ما يسمى “تحالف الدول الراغبة” اتفقت على دعم وقف إطلاق النار لمدة شهر، مشيرًا إلى أن “الإشراف سيكون أميركيًا بالدرجة الأولى، مع مساهمة جميع الأوروبيين في إنجاح الاتفاق”.
- اتصال مباشر مع ترامب
من جانبه، كشف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا أن الزعماء الأوروبيين وزيلينسكي أجروا اتصالاً هاتفيًا مباشرًا مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، صاحب المقترح الأصلي للهدنة، مشيرًا إلى أن الاتصال كان “مثمرًا وركز على آفاق تحقيق السلام”.
وكان ترامب قد طرح سابقًا مبادرة هدنة لمدة 30 يومًا، وأكد خلال الاتصال أنه يدعم تطبيق وقف إطلاق النار بشرط التزام الطرفين، ملوّحًا بفرض عقوبات مضاعفة في حال حدوث خروقات.
- تلويح بالعقوبات الأوروبية
وفي السياق ذاته، شدد ماكرون على أن أي انتهاك للهدنة من قبل روسيا سيقابَل برد حازم، موضحًا أن الدول الأوروبية تعمل بالتنسيق مع واشنطن على إعداد “حزمة عقوبات ضخمة ومنسّقة” في حال فشل تنفيذ الاتفاق.
وكانت العاصمة الأوكرانية قد استضافت اليوم قمة أوروبية مصغرة جمعت قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا، بالتزامن مع عرض عسكري أقامته موسكو بمناسبة ذكرى الانتصار على النازية. وخلال اللقاء، جدد القادة الأوروبيون دعمهم لأوكرانيا، مؤكدين أنهم “مستعدون للمشاركة في محادثات سلام في أقرب وقت ممكن”.
- الكرملين يضع شروطه
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن روسيا ترحب بمبدأ التهدئة، لكنه اشترط وقف إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا قبل الشروع في أي هدنة، وهو ما يُعد شرطًا جوهريًا من وجهة نظر موسكو.
وكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد أبدى مرونة سابقة بإعلان موافقته على هدنة غير مشروطة تمتد لـ60 يومًا، معتبرًا أنها “فرصة لاختبار نوايا موسكو”، في حين رفضت روسيا، في مارس الماضي، مقترحات مشابهة، معتبرة أنها تحتاج إلى “بحث إضافي وشروط مسبقة”.
في ظل تصاعد التوتر بين الشرق والغرب، يبدو أن هدنة الـ30 يوماً ستكون اختبارًا جديدًا للنيات السياسية، وقد تشكّل بوابة لحوار أوسع… أو ساحة تصعيد جديدة.