مع تصاعد المواجهات: مصر تواجه تداعيات الصراع الإيراني-الإسرائيلي بحكمة

0 56٬082

كتب| حسن النجار   

الوطن اليوم الإخبارية – 15 يونيو 2025

مع تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل، وتزايد المخاوف من حرب إقليمية شاملة، تجد مصر، كدولة محورية في الشرق الأوسط، نفسها أمام تحديات اقتصادية وسياسية. وسط اضطرابات أسعار الطاقة، توتر خطوط التجارة الدولية، وتذبذب الاستثمارات، تبرز الحاجة إلى رؤية وطنية استباقية لإدارة هذه التداعيات باحترافية وحكمة.

قطاع الطاقة: تحديات وفرص 

قد يؤدي استهداف منشآت نفطية أو إغلاق مضيق هرمز إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز عالمياً، مما يزيد فاتورة استيراد الطاقة لمصر، خاصة المنتجات البترولية والغاز الصناعي.

هذا الضغط يتحدى الموازنة العامة، خاصة مع إعادة هيكلة دعم الطاقة. لكن الفرص تكمن في تعزيز تصدير الغاز المسال من محطة دمياط لتلبية احتياجات أوروبا، مما يعزز الإيرادات الدولارية ويدعم الاقتصاد.

التجارة والنقل: مخاطر ومكاسب 

تتأثر خطوط التجارة الدولية باضطرابات مضائق مثل هرمز وباب المندب، مما يزيد الضغط على قناة السويس كمسار بديل، وهي فرصة لزيادة إيراداتها. لكن تصعيد التوتر في البحر الأحمر قد يدفع شركات الشحن لتقليل عبور سفنها خوفاً من المخاطر الأمنية.

كما يؤدي ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين إلى تعطل سلاسل توريد السلع الأساسية، مما يتطلب مخزوناً استراتيجياً وجاهزية جمركية.

الاستثمار: استقرار وسط العاصفة 

قد يؤدي التصعيد إلى حذر المستثمرين الأجانب، وتأجيل قرارات استثمارية، مع تذبذب في البورصة المصرية. لكن مصر يمكن أن تستغل استقرارها النسبي لتصبح مركزاً اقتصادياً آمناً،

تجذب الشركات الباحثة عن مقرات إقليمية. ويمكن للصناديق السيادية تعويض أي تباطؤ في الاستثمارات الأجنبية من خلال طرح فرص محلية جذابة.

توصيات لمواجهة الأزمة  

  • تفعيل التحوط في عقود استيراد الطاقة لتقليل تأثير تقلبات الأسعار.
  • تعزيز الأمن واللوجستيات في قناة السويس والموانئ لزيادة الإيرادات.
  • دعم التصنيع المحلي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحيوية.
  • إعداد خطة اقتصادية وطنية للاستجابة السريعة بإشراف المجموعة الاقتصادية.
  • الترويج لمصر كوجهة استثمارية آمنة ذات موقع استراتيجي.
  • تعزيز الإعلام لتوعية المواطنين ومواجهة الشائعات بخطاب وطني موحد.

دور الإعلام والمجتمع المدني 

يلعب الإعلام دوراً محورياً في تقديم تحليلات موضوعية دون تهويل، بينما يساهم المجتمع المدني في التوعية ودعم التكافل الاجتماعي. يجب إشراك الشباب في فهم التحديات الإقليمية، لتعزيز الاصطفاف الوطني خلف الدولة.

ثقة في المستقبل 

بفضل حكمة الشعب المصري ومؤسسات الدولة القوية، يمكن لمصر تحويل تحديات الصراع الإيراني-الإسرائيلي إلى فرص. باتخاذ قرارات جريئة وخطط استباقية، تستطيع مصر تجاوز التداعيات الاقتصادية، مع الحفاظ على استقرارها كواحة أمان في منطقة مضطربة.

اترك تعليق