حوار رئيس تحرير الوطن اليوم: كواليس الأخبار العاجلة وتحوّلات الصحافة الإلكترونية
الوطن اليوم الإخبارية – 10 ديسمبر 2025

اعداد – ملك عبد العزيز الشعراوي
أجرت «الوطن اليوم» حواراً خاصاً مع الأستاذ حسن النجار، رئيس تحرير الجريدة، والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجالي الاقتصاد والعلوم السياسية، وباحث مشارك بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية،
وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الإنسان بجامعة الدول العربية، والنائب الأول لرئيس لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الإنسان الدولية.
وخلال الحوار، كشف حسن النجار عن كواليس صناعة الخبر العاجل، والتحديات التي تواجه الصحافة الإلكترونية في عصر الازدحام المعلوماتي والسرعة.
س. أصعب تغطية شاركتم بها؟
يؤكد النجار أن أصعب تغطية ميدانية كانت خلال قمة شرم الشيخ للسلام أثناء مباحثات التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، حيث شارك آلاف الإعلاميين، وواجه الفريق حالة ارتباك شديدة بسبب النقل المباشر الذي وصل إلى العالم لحظة بلحظة. ويصف تلك التجربة بأنها واحدة من أكثر اللحظات ضغطاً في مسيرته المهنية.
س. كيف تُدار الأخبار العاجلة داخل جريدة الوطن اليوم؟
يوضح رئيس تحرير الوطن اليوم أن التعامل مع الخبر العاجل يبدأ من الانتقال الفوري إلى موقع الحدث، ثم نقل المعلومات مباشرة عبر البث الحي أو عبر تقارير صحفية دقيقة تُنشر في حينها. الهدف دائماً هو الوصول للقارئ بالمعلومة الصحيحة بأسرع وقت.
س. هل تؤثر الضغوط على جودة التغطية؟
يشير إلى أن الأخبار العاجلة بطبيعتها تُحدث توتراً بسبب تعدد المصادر وسرعة البث، ولذلك تعتمد الجريدة على نظام العمل الجماعي؛ فهناك من يجمع المعلومات، وآخر يصيغها، وثالث يتحقق من صحتها قبل نشرها في وقت قياسي.
س. تأثير السوشيال ميديا على الصحافة الإلكترونية
يرى الكاتب الصحفي والمفكر السياسي أن مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الجمهور أكثر ميلاً إلى الأخبار الرقمية، خاصة مع ارتفاع تكلفة الصحف الورقية. لكن المشكلة – كما يقول – أن السوشيال ميديا ليست حكراً على الإعلاميين، مما يسبب انتشار الشائعات. لذلك تلتزم «الوطن اليوم» بالتحقق والمهنية الصارمة لمنع حدوث أي بلبلة.
س. كيف يتم التعامل مع الإشاعات والتعليقات السلبية؟
يؤكد أن الفريق لا يلتفت إلى السلبية، مشيراً إلى أن “القارئ الواعي لا يتأثر بالتعليقات غير الناضجة”، وأن الجريدة تحافظ على ثقة الجمهور عبر المحتوى الدقيق، بينما تظل السلبية عبئاً على مروّجيها فقط.
س. ما الذي يميز جريدة الوطن اليوم عن غيرها؟
يوضح عضو المكتب الفني للشؤون السياسية أن أهم ما يميز الجريدة هو عدم نشر أي خبر دون مراجعته واعتماده من رئيس التحرير مع الالتزام بمعايير نقابة الصحفيين. كما أن الجريدة تتعامل باحترافية مع جميع المؤسسات بما فيها الجهات السياسية والديوان الرئاسي، مما يجعلها مصدراً موثوقاً للجمهور وصناع القرار.
س. كيف يعمل قسم الأخبار العاجلة؟
تعمل الجريدة عبر فريقين:
فريق خارجي مسؤول عن جمع المعلومات من الميدان.
فريق داخلي مسؤول عن صياغة الأخبار وتسويقها عبر محركات البحث لضمان وصولها لأكبر شريحة من القراء.
ويضيف النجار أن كل فرد بالفريق يمتلك دوراً محدداً يتطلب ذكاءً وسرعة واحترافية عالية.
س. هل هناك موضوعات محظور بثها؟
يوضح أنه توجد ضوابط مهنية تحكم نشر محتوى بعض الجرائم، وعلى رأسها جرائم القتل، حيث يُمنع تصوير المشاهد أو بثها حفاظاً على مشاعر الأطفال والرأي العام، بينما يُكتفى بالتناول الكتابي المختصر دون التفاصيل الصادمة.
س. أصعب المصادر في التعامل؟
يشير إلى أن شهود العيان هم الأكثر صعوبة، فبعضهم يوافق على إظهار هويته والبعض يرفض، ورغم ذلك يظل نقل شهاداتهم بدقة واختصار جزءاً أساسياً من العمل الصحفي المهني.
س. كيف تقيّمون نجاح الخبر؟
يؤكد الكاتب الصحفي حسن النجار أن نجاح أي خبر يُقاس بقدرته على تصدر نتائج البحث وزيادة نسب المشاهدة على «جوجل». ويعتمد ذلك بشكل كبير على صياغة مانشيت قوي واختيار كلمات مفتاحية دقيقة تُسهم في وصول الخبر إلى ملايين القراء.





