تصدعات داخل سلاح الجو الإسرائيلي.. طيارون يشككون في جدوى قصف غزة
كتبت | عزة كمال
كشفت وسائل إعلام عبرية عن تصاعد مشاعر القلق والانزعاج داخل صفوف الطيارين في سلاح الجو الإسرائيلي، نتيجة مشاركتهم في الضربات الجوية المستمرة على قطاع غزة، ما أثار تساؤلات متزايدة بين الجنود حول جدوى العمليات العسكرية ومبرراتها الإنسانية والسياسية.
وذكر ألون بن ديفيد، محلل الشؤون الدفاعية بالقناة 13 الإسرائيلية، أنه أجرى أحاديث مع عدد من أفراد سلاح الجو، والذين أبدوا انزعاجهم من طبيعة المهام الموكلة إليهم،
لا سيما بعد مرور شهور على اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. وأشار بن ديفيد إلى أن هؤلاء الجنود يشعرون بأن إسرائيل تخوض الآن حرباً “اختارتها بإرادتها”، بعدما كان تدخلها في البداية بدافع الرد على هجمات مفاجئة.
وتابع المحلل الإسرائيلي: “الطيارون بدأوا يتساءلون عمّا إذا كانت بعض الضربات الجوية مبررة، وهل تخدم أهدافاً عسكرية واضحة، أم أنها تحولت إلى ضغط سياسي غير محسوب التبعات”.
يأتي ذلك بالتزامن مع اعتراف الجيش الإسرائيلي بمقتل جنديين خلال الـ24 ساعة الماضية في اشتباكات ضارية داخل قطاع غزة، حيث أُعلن صباح الأربعاء مقتل الرقيب أول دانيلو موكانو (20 عاماً) من الكتيبة 82 في اللواء السابع، عقب اشتباكات عنيفة في جنوب القطاع.
ويستمر الجيش الإسرائيلي في التأكيد على اتخاذه ما وصفها بـ”إجراءات الحد من إصابة المدنيين”، بينما تتهمه منظمات حقوقية دولية باستخدام القوة المفرطة في عمليات القصف، التي تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين.
من جانبها، قالت حركة حماس إنها مستعدة لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف فوري للعدوان، وهو عرض يرفضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متعللاً بأن وقف الحرب سيُبقي الحركة في السلطة.
هذا ويبدو أن الانقسام الداخلي في صفوف الجنود الإسرائيليين، خاصة في القوات الجوية، قد يعكس تحوّلاً في المزاج العسكري، ويضع صانع القرار السياسي في موقف حرج مع تصاعد الضغوط الدولية والداخلية لوقف الحرب.