الموساد نفذ عمليات سرية داخل إيران قبل الضربات الجوية الإسرائيلية
اخبار العالم اليوم – كتب| محمود سعد
كشف مصدر أمني إسرائيلي رفيع، اليوم الجمعة، عن تفاصيل عمليات سرية دقيقة نفذها جهاز الموساد داخل إيران، في إطار التحضير للهجوم الواسع الذي شنّه الجيش الإسرائيلي فجر اليوم، مستهدفاً منشآت نووية ومواقع صاروخية وقادة عسكريين بارزين.
وأكد المصدر، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن العملية العسكرية التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد” استندت إلى سنوات من التخطيط المحكم والتجهيز الاستخباراتي، وشملت تعاونًا وثيقًا بين الموساد والجيش والصناعات الدفاعية الإسرائيلية.
وأوضح أن وحدات كوماندوز تابعة للموساد نفذت ثلاث عمليات نوعية في عمق الأراضي الإيرانية، استهدفت بالأساس تعطيل منظومة الصواريخ الاستراتيجية والدفاعات الجوية الإيرانية، تمهيدًا للهجوم الجوي.
وبحسب المصدر، أنشأ الموساد قاعدة سرية للطائرات المسيّرة المفخخة قرب طهران، نُشرت قبل فترة طويلة من تنفيذ الضربات، وتم تفعيلها بالتزامن مع الهجوم، مستهدفة قواعد صواريخ أرض-أرض في منطقة إسباغ آباد، أحد أبرز التهديدات الصاروخية لإسرائيل.
كما كشف المصدر عن نشر أسلحة دقيقة التوجيه في مناطق مفتوحة قرب منظومات صواريخ أرض-جو إيرانية، تم تشغيلها بشكل منسق مع بداية الضربات، موجّهة ضربات مباشرة ودقيقة.
وفي مهمة موازية، تم تهريب معدات هجومية متقدمة داخل مركبات مدنية وتفعيلها في اللحظات الأولى للهجوم لتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، ما سهل على المقاتلات الإسرائيلية تنفيذ ضربات ناجحة.
العملية الثالثة، وفق المصدر ذاته، تضمنت تسلل طائرات مسيرة مفخخة إلى إيران قبل أشهر، وتم إطلاقها خلال الهجوم على مواقع عسكرية مركزية، أبرزها قاعدة أشفق آباد.
وأكدت إسرائيل أن العملية تهدف إلى تحجيم قدرات إيران النووية والباليستية ومنعها من امتلاك سلاح نووي. وأعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل عدد من كبار القادة، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، والقيادي غلام علي رشيد.
كما استُهدف وقتل ستة علماء نوويين إيرانيين، بينهم محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، حسب ما أعلنت وكالة “تسنيم” الإيرانية.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة مصورة: “نخوض لحظة تاريخية حاسمة، وبدأنا عملية ‘الأسد الصاعد’ لدرء الخطر الإيراني الوجودي”.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير: “نحن في خضم حملة غير مسبوقة، تم استدعاء عشرات الآلاف من الجنود، ومستعدون لكافة السيناريوهات”.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بمقتل علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، متأثرًا بجراحه، فيما أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ وأغلقت مطار بن غوريون تحسبًا لهجوم إيراني وشيك بالصواريخ والمسيّرات.
من جانبها، أكدت واشنطن أنها لم تشارك في الهجوم، حيث قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو: “إسرائيل تصرفت بمفردها، وأولويتنا حماية قواتنا في المنطقة”.
يُذكر أن هذه التطورات أوقفت محادثات كانت مرتقبة بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في عُمان حول برنامج إيران النووي. كما أدى التصعيد إلى ارتفاع أسعار النفط وتوتر كبير في الأسواق العالمية، وسط ترقب لرد الفعل الإيراني المحتمل.