بقلم حسن النجار: البرلمان يشتعل مبكرًا.. معركة الأحزاب على مقاعد 2025 تبدأ من القواعد
المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم عضو المكتب الفني للشؤون السياسية
بقلم: حسن النجار
رغم أن الانتخابات البرلمانية لا تزال تفصلنا عنها عدة أشهر، إلا أن المشهد السياسي في مصر بدأ يغلي باكرًا، وتحولت المكاتب الحزبية في المحافظات إلى غرف عمليات متقدمة ترسم خرائط النفوذ، وتعيد ترتيب أوراق التحالفات، استعدادًا للسباق البرلماني المرتقب في 2025.
حالة من الحراك السياسي المتصاعد تشهدها الساحة المصرية، تُظهر بوضوح أن معركة البرلمان هذه المرة ستكون مختلفة في ملامحها وتكتيكاتها، بل وربما في نتائجها أيضًا.
فبين أحزاب تبحث عن إعادة تموضع، وقوى ناشئة تطمح للدخول من بوابة البرلمان، يبدو أن كل دائرة انتخابية ستشهد معركة شرسة.
الأحزاب التقليدية تستنفر قواعدها
الأحزاب صاحبة التاريخ الطويل والحضور المؤسسي، كـ”مستقبل وطن” و”الوفد” و”المصريين الأحرار”، بدأت تحركات فعلية في القرى والنجوع، عبر قوافل خدمات وجولات ميدانية لنواب حاليين وسابقين.
تحاول هذه الأحزاب تأمين ما تُسميه “الدوائر الآمنة”، لكنها تدرك أن الواقع الانتخابي يتغير، وأن الولاء السياسي لم يعد مضمونًا.
الأحزاب الصغيرة.. فرصة الصعود عبر الشباب
أما الأحزاب الصغيرة، فتراهن على الشباب المستقلين والمرشحين من الفئات المؤثرة اجتماعيًا، في محاولة للعب على وتر الرفض الشعبي للنواب التقليديين، وتوظيف أدوات الإعلام الرقمي للوصول إلى الناخبين. وتبرز في هذا السياق أسماء من أحزاب جديدة تُجري تحالفات خلف الكواليس لضمان موطئ قدم.
صراع على الدوائر.. والأموال حاضرة
وبينما تتنافس الأحزاب على مقاعد القوائم والفردي، تظهر بوضوح ملامح “صراع شرس” على الدوائر الكبرى، خاصة في محافظات الدلتا والصعيد، حيث يتمتع بعض النواب الحاليين بشبكات مصالح ونفوذ ممتد.
كما دخل المال السياسي المعادلة مبكرًا، مع رصد تحركات رجال أعمال ينوون الترشح أو دعم مرشحين مقربين.
التحدي الأكبر: إقناع المواطن
لكن المعضلة الأكبر التي تواجه الأحزاب جميعًا، سواء القديمة أو الجديدة، هي استعادة ثقة الشارع. المواطن المصري بات أكثر وعيًا، وأقل حماسة للوعود الانتخابية. ويبدو أن الحملات القادمة ستكون مطالبة بإجابات لا شعارات، وبرامج لا لافتات.
خلاصة المشهد
الانتخابات البرلمانية 2025 ليست مجرد استحقاق دستوري، بل هي اختبار حقيقي للأحزاب في الشارع، وفرصة لإعادة تشكيل الخريطة السياسية المصرية.
والدوائر الانتخابية لن تُحسم بالأسماء فقط، بل بالرؤية، والعمل، والقدرة على إقناع جمهور متطلب يبحث عمّن يمثله حقًا تحت قبة البرلمان.